لبعضكم معارضة كلامه هذا بأفضل منه أو مثله، لان ما كان من قبل البشر لا عن الله فلا يجوز إلا أن يكون (1) في البشر من يتمكن من مثله، فأتوا بذلك لتعرفوه، وسائر النظار إليكم في أحوالكم أنه مبطل مكذب (2) على الله " وادعوا شهداءكم من دون الله " الذين يشهدون بزعمكم أنكم محقون، وأن ما تجيئون به نظير لما جاء به محمد، وشهداءكم الذين تزعمون أنهم شهداؤكم عند رب العالمين لعبادتكم لها وتشفع لكم إليه " إن كنتم صادقين " في قولكم: إن محمدا تقوله.
ثم قال الله عز وجل: " فإن لم تفعلوا " هذا الذي تحديتكم به " ولن تفعلوا " أي ولا يكون ذلك منكم ولا تقدرون عليه فاعلموا أنكم مبطلون، وأن محمدا الصادق الأمين المخصوص برسالة رب العالمين، المؤيد بالروح الأمين، وبأخيه أمير المؤمنين وسيد الوصيين، فصدقوه فيما يخبر به عن الله من أوامره ونواهيه، وفيما يذكره من فضل علي وصيه وأخيه " واتقوا " (3) بذلك عذاب " النار التي وقودها " حطبها " الناس والحجارة " حجارة الكبريت أشد الأشياء حرا " أعدت " تلك النار " للكافرين " بمحمد، والشاكين في نبوته، والدافعين لحق علي أخيه، والجاحدين لامامته (4).
إيضاح: اعلم أن هذا الخبر يدل على أن إرجاع الضمير في مثله إلى النبي و إلى القرآن كليهما، مراد الله تعالى بحسب بطون الآية الكريمة.
21 - تفسير الإمام العسكري: " ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه " قال الإمام عليه السلام: كذبت قريش و اليهود بالقرآن وقالوا: سحر مبين تقوله، فقال الله عز وجل: " ألم ذلك الكتاب " أي يا محمد هذا الكتاب الذي أنزلته عليك، هو (5) بالحروف المقطعة التي منها: ألف، لام، ميم، (6) وهو بلغتكم وحروف هجائكم " فأتوا بمثله إن كنتم صادقين " واستعينوا