بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٢١٦
الله تعالى، ولو كان من قبل المخلوقين لقدرتم على معارضته (1)، فلما عجزوا بعد التقريع و التحدي (2) قال الله عز وجل: " قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا (3).
وقال علي بن الحسين عليه السلام قوله عز وجل: " وإن كنتم " أيها المشركون و اليهود وسائر النواصب من المكذبين لمحمد في القرآن في تفضيله (4) عليا أخاه المبرز على الفاضلين، الفاضل على المجاهدين، الذي لا نظير له في نصرة المتقين، وقمع الفاسقين وإهلاك الكافرين، وبث دين الله في العالمين " إن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا " في إبطال عبادة الأوثان من دون الله، وفي النهي عن موالاة أعداء الله، ومعاداة أولياء الله، و في الحث على الانقياد لأخي رسول الله، واتخاذه إماما، واعتقاده فاضلا راجحا لا يقبل الله عز وجل إيمانا ولا طاعة إلا بموالاته، وتظنون أن محمدا تقوله (5) من عنده، ونسبه (6) إلى ربه " فأتوا (7) بسورة من مثله " مثل (8) محمد أمي لم يختلف قط إلى أصحاب كتب وعلم، ولا تلمذ لاحد، ولا تعلم منه، وهو من قد عرفتموه في حضره وسفره، لم يفارقكم قط إلى بلد ليس معه منكم جماعة يراعون أحواله، ويعرفون أخباره، ثم جاءكم بعد بهذا الكتاب المشتمل على هذه العجائب، فإن كان متقولا كما تزعمونه (9) فأنتم الفصحاء والبلغاء والشعراء والأدباء الذين لا نظير لكم في سائر الأديان، ومن سائر الأمم، فإن كان كاذبا فاللغة لغتكم، وجنسه جنسكم، وطبعه طبعكم (10)، وسيتفق لجماعتكم أو

(١) على معارضتي خ ل.
(٢) التقريع: التعنيف والتحدي: المباراة والمغالبة.
(٣) الاسراء: ٨٨. التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري ٤: ٥٨ و ٥٩.
(٤) في المصدر: وسائر النواصب المكذبين لمحمد في القرآن وفى تفضيله.
(5) في المصدر: يقول.
(6) ينسبه خ ل.
(7) في المصدر: فان كانوا كما يظنون فأتوا.
(8) من مثل خ ل.
(9) متقولا له كما تزعمون خ ل.
(10) كطبعكم خ ل.
(٢١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390