بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٨٣
أحدها الذي لا يكتب ولا يقرء.
وثانيها: أنه منسوب إلى الأمة، والمعنى أنه على جبلة الأمة قبل استفادة الكتابة، وقيل: إن المراد بالأمة العرب لأنها لم تكن تحسن الكتابة.
وثالثها: أنه منسوب إلى الام، والمعنى أنه على ما ولدته أمه قبل تعلم الكتابة.
ورابعها: أنه منسوب إلى أم القرى وهو مكة، وهو المروي عن أبي جعفر عليه السلام (1).
وفي قوله: " ما عنتم ": شديد عليه عنتكم، أي ما يلحقكم من الضرر بترك الايمان (2).
وفي قوله تعالى: " إذا لارتاب المبطلون ": أي ولو كنت تقرء كتابا أو تكتبه لوجد المبطلون طريقا إلى الشك في أمرك (3)، ولقالوا: إنما يقرء علينا ما جمعه من كتب الأولين، قال السيد المرتضى قدس الله روحه: هذه الآية تدل على أن النبي صلى الله عليه وآله ما كان يحسن الكتابة قبل النبوة، فأما بعدها فالذي نعتقده في ذلك التجويز لكونه عالما بالقراءة والكتابة، والتجويز لكونه غير عالم بهما من غير قطع على أحد الامرين، وظاهر الآية يقتضي أن النفي قد تعلق بما قبل النبوة دون ما بعدها، ولان التعليل في الآية يقتضي اختصاص النفي بما قبل النبوة، لان المبطلين إنما يرتابون في نبوته صلى الله عليه وآله لو كان يحسن الكتابة قبل النبوة، فأما بعد النبوة فلا تعلق له بالريبة والتهمة، فيجوز أن

(1) مجمع البيان 4: 487.
(2) مجمع البيان 5: 86.
(3) في المصدر بعد ذلك: وإلقاء الريبة لضعفة الناس في نبوتك، ولقالوا: إنما تقرأ علينا ما جمعته من كتب الأولين، فلما ساويتهم في المولد والمنشأ ثم أتيت بما عجزوا عنه وجب أن يعلموا أنه من عند الله تعالى، وليس من عندك، إذ لم تجر العادة أن ينشأ الانسان بين قوم يشاهدون أحواله من صغره إلى كبره ويرونه في حضره وسفره لا يتعلم شيئا من غيره ثم يأتي من عنده بشئ يعجز الكل عنه وعن بعضه، ويقرأ عليهم أقاصيص الأولين. قال الشريف الأجل المرتضى قدس الله روحه اه‍.
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»
الفهرست