غفر الله لك اجلس، فأجلسته إلى جنب الملك.
ثم أتى القاضي فقال: إنه كان لأخي امرأة وإنها أعجبتني فدعوتها إلى الفجور فأبت، فأعلمت الملك أنها قد فجرت وأمرني برجمها فرجمتها وأنا كاذب عليها فاستغفري لي، قالت: غفر الله لك، ثم أقبلت على زوجها فقالت: اسمع.
ثم تقدم الديراني فقص قصته، وقال: أخرجتها بالليل، وأنا أخاف أن تكون قد لقيها سبع فقتلها، فقالت: غفر الله لك اجلس.
ثم تقدم القهرمان فقص قصته، فقالت للديراني: اسمع غفر الله لك. ثم تقدم المصلوب فقص قصته فقالت: لا غفر الله لك.
قال: ثم أقبلت على زوجها فقالت: أنا امرأتك، وكل ما سمعت فإنما هو قصتي وليست لي حاجة في الرجال، فأنا أحب أن تأخذ هذه السفينة وما فيها وتخلي سبيلي فأعبد الله عز وجل في هذه الجزيرة فقد ترى ما لقيت من الرجال ففعل وأخذ السفينة وما فيها وخلى سبيلها وانصرف الملك وأهل مملكته. (1) 31 - الكافي: علي بن محمد بن عبد الله، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن أبيه قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: فلان من عبادته ودينه وفضله كذا، فقال: كيف عقله؟ قلت: لا أدري، فقال: إن الثواب على قدر العقل، إن رجلا من بني إسرائيل كان يعبد الله في جزيرة من جزائر البحر، خضراء نضرة، كثيرة الشجر طاهرة الماء، (2) وإن ملكا من الملائكة مر به فقال: يا رب أرني ثواب عبدك هذا، فأراه الله ذلك فاستقله الملك، فأوحى الله إليه: أن اصحبه، فأتاه الملك في صورة إنسي، فقال له: من أنت؟ فقال: أنا رجل عابد، بلغني مكانك وعبادتك في هذا المكان فأتيتك لا عبد الله معك فكان معه يومه ذلك، فلما أصبح قال له الملك: إن مكانك لنزه وما يصلح إلا للعبادة، (3) فقال له العابد: إن لمكاننا هذا عيبا، فقال له: وما هو؟ قال: ليس لربنا