بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٣٨١
إلهي وسيدي أنت تعلم أنى ما بكيت خوفا من نارك، ولا شوقا إلى جنتك، ولكن عقد حبك على قلبي فلست أصبر أو أراك، فأوحى الله جل جلاله إليه: أما إذا كان هذا هكذا فمن أجل هذا سأخدمك كليمي موسى بن عمران.
قال الصدوق رضي الله عنه: يعني بذلك: لا أزال أبكي أو أراك قد قبلتني حبيبا. (1) بيان: كلمة " أو " بمعنى " إلى أن " أو " إلا أن " أي إلى أن يحصل لي غاية العرفان والايقان المعبر عنها بالرؤية، وهي رؤية القلب لا البصر، والحاصل طلب كمال المعرفة بحسب الاستعداد والقابلية والوسع والطاقة، (2) وقد مضى توضيح ذلك في كتاب التوحيد.
2 - تفسير علي بن إبراهيم: بعث الله شعيبا إلى مدين وهي قرية على طريق الشام فلم يؤمنوا به، وحكى الله قولهم: " قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا " إلى قوله: الحليم الرشيد " قال: قالوا: إنك لانت السفيه الجاهل، فحكى الله عز وجل قولهم: " إنك لانت الحليم الرشيد " وإنما أهلكهم الله تعالى بنقص المكيال والميزان. (3) بيان: قال البيضاوي في قوله تعالى: " إنك لانت الحليم الرشيد " تحكموا به و قصدوا وصفه بضد ذلك، أو عللوا إنكار ما سمعوا منه واستبعادهم بأنه موسوم بالحلم و الرشد المانعين عن المبادرة إلى أمثال ذلك. انتهى. (4) أقول: ما ذكر في تفسير علي بن إبراهيم غير الوجهين، وحاصله أنه تعالى عبر عما قالوه بضد قولهم إيماء إلى أن ما قالوه مما لا يمكن ذكره لاستهجانه وركاكته. (5) 3 - تفسير علي بن إبراهيم: " وإنا لنراك فينا ضعيفا " وقد كان ضعف بصره " وارتقبوا " أي انتظروا

(1) علل الشرائع: 30 - 31. م (2) ويمكن أن يكون كناية عن الموت أي إلى أن أموت.
(3) تفسير القمي 313. م (4) أنوار التنزيل 1: 224. م (5) وأمكن أن قالوا ذلك على سبيل الاستفهام انكارا عليه بأن ذلك لا يصدر عن الحليم الرشيد فكأنهم قالوا: " أنت الحليم الرشيد مع قولك هذا؟!
(٣٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 ... » »»
الفهرست