بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٣٧٩
" وإليه أنيب " قال الطبرسي: أي إليه أرجع في المعاد، أو إليه أرجع بعملي ونيتي إي أعمالي كلها لوجه الله " لا يجر منكم شقاقي " أي لا يكسبنكم خلافي ومعاداتي " أن يصيبكم " من عذاب العاجلة " وما قوم لوط منكم ببعيد " أي هم قريب منكم في الزمان، أو دارهم قريبة من داركم فجيب أن تتعظوا بهم " استغفروا " أي اطلبوا المغفرة من الله ثم توصلوا إليها بالتوبة، أو استغفروا للماضي واعزموا في المستقبل، أو استغفروا ثم دوموا على التوبة، أو استغفروا علانية وأضمروا الندامة في القلب " ودود " أي محب لهم، مريد لمنافعهم، أو متودد إليهم بكثرة إنعامه عليهم " ما نفقه " أي ما نفهم عنك معنى كثير من كلامك، أو لا نقبل كثيرا منه ولا نعمل به " ضعيفا " أي ضعيف البدن أو ضعيف البصر أو مهينا، وقيل: كان عليه السلام أعمى.
واختلف في أن النبي هل يجوز أن يكون أعمى؟ فقيل: لا يجوز لان ذلك ينفر; وقيل: يجوز إن لا يكون فيه تنفير ويكون بمنزلة سائر العلل والأمراض.
" ولولا رهطك لرجمناك " أي ولولا حرمة عشيرتك لقتلناك بالحجارة; وقيل: معناه:
لشتمناك وسببناك " وما أنت علينا بعزيز " أي لم ندع قتلك لعزتك علينا ولكن لأجل قومك " ظهريا " أي اتخذتم الله وراء ظهوركم، يعني نسيتموه، (1) وقيل: الهاء عائدة إلى ما جاء به شعيب " على مكانتكم " أي على حالتكم هذه، وهذا تهديد في صورة الامر " إني عامل " على ما أمرني ربي; وقيل: إني عامل على ما أنا عليه من الانذار " وارتقبوا " أي انتظروا ما وعدكم ربكم من العذاب، إني معكم منتظر لذلك، أو انتظروا مواعيد الشيطان وأنا أنتظر مواعيد الرحمن.
وروي عن الرضا عليه السلام أنه قال: ما أحسن الصبر وانتظار الفرج! أما سمعت قول العبد الصالح: وارتقبوا إني معكم رقيب.
" الصيحة " صاح بهم جبرئيل صيحة فماتوا، قال البلخي: يجوز أن تكون الصيحة صيحة على الحقيقة كما روي، ويجوز أن يكون ضربا من العذاب تقول العرب: صاح الزمان

(1) قال السيد: المراد انكم جعلتم امر الله سبحانه وراء ظهوركم، وهذا معروف في لسان العرب أن يقول الرجل منهم لمن أغفل قضاء حاجته: جعلت حاجتي وراه ظهرك.
(٣٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 ... » »»
الفهرست