بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٢٠٦
ولكنه ظفر به بعد ما رجع فقد زهد. (1) 30 - جبرئيل بن أحمد، عن موسى بن جعفر رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: إن ذا القرنين عمل صندوقا من قوارير ثم حمل في مسيره ما شاء الله، ثم ركب البحر فلما انتهى إلى موضع منه قال لأصحابه: دلوني، فإذا حركت الحبل فأخرجوني، فإن لم أحرك الحبل فأرسلوني إلى آخره، فأرسلوه في البحر وأرسلوا الحبل مسيرة أربعين يوما، فإذا ضارب يضرب حيث الصندوق ويقول يا ذا القرنين أين تريد؟ قال: أريد أن أنظر إلى ملك ربي في البحر كما رأيته في البر، فقال: يا ذا القرنين إن هذا الموضع الذي أنت فيه مر فيه نوح زمان الطوفان فسقط منه قدوم فهو يهوي في قعر البحر إلى الساعة لم يبلغ قعره، فلما سمع ذو القرنين ذلك حرك الحبل وخرج. (2) بيان: قال الفيروزآبادي: الخشخشة: صوت السلاح، وكل شئ يابس إذا حل بعضه ببعض، والدخول في الشئ. انتهى.
وقوله عليه السلام: (فركة) أي كانت لينة بحيث كان يمكن فركها باليد.
31 - تفسير العياشي: عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: تغرب الشمس في عين حامية في بحر دون المدينة التي مما يلي المغرب - يعني جابلقا -. (3) بيان: قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وأبو بكر " حامية " أي حارة، وقرأ الباقون " حمئة " أي ذات حمئة وطين أسود، وأولت بأن المراد أنه بلغ ساحل البحر المحيط فرآها كذلك، إذ لم يكن في مطمح نظره غير الماء، ولذا قال تعالى: " وجدها تغرب " ولم يقل: كانت تغرب.
32 - تفسير العياشي: عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: " لم نجعل لهم من دونها سترا " كذلك قال: لم يعلموا صنعة البيوت. (4) ايضاح: قال الرازي: فيه قولان: الأول: إنه شاطئ بحر لا جبل ولا شئ يمنع من وقوع شعاع الشمس عليهم، فلهذا إذا طلعت الشمس دخلوا في أسراب واغلة (5) في الأرض

(1) مخطوط. م (2) مخطوط. م (3) مخطوط. م (4) مخطوط. م (5) أسراب جمع السرب: الحفير تحت الأرض. والواغلة: الملجأ.
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»
الفهرست