ورغا البعير: صوت وضج. وقال الجوهري: الثغاء: صوت الشاة والمعز وما شاكلها.
والثاغية: الشاة. والراغية: البعير. وما بالدار ثاغ ولا راغ أي أحد، وقال: قولهم: ماله ثاغية ولا راغية أي ماله شاة ولا ناقة. وفي بعض النسخ: ناعقة ولا راعية. والنعيق: صوت الراعي بغنمه، أي لم تبق جماعة يتأتى منهم النعيق والرعي، والأول أظهر وهو الموجود في روايات العامة أيضا في تلك القصة.
تذنيب: قال الشيخ الطبرسي رحمه الله: فإذا كان يوم الناقة وضعت رأسها في مائهم فما ترفعه حتى تشرب كل ما فيه، ثم ترفع رأسها فتفحج لهم فيحتلبون ما شاؤوا من لبن، فيشربون ويدخرون حتى يملئوا أوانيهم كلها. قال الحسن بن محبوب: حدثني رجل من أصحابنا يقال له سعيد بن يزيد قال: أتيت أرض ثمود فذرعت مصدر الناقة بين الجبلين ورأيت أثر جنبيها فوجدته ثمانين ذراعا، وكانت تصدر من غير الفج الذي منه وردت، لا تقدر على أن تصدر من حيث ترد، يضيق عنها، فكانوا في سعة ودعة منها، وكانوا يشربون الماء يوم الناقة من الجبال والمغارات فشق ذلك عليهم، وكانت مواشيهم تنفر منها لعظمها فهموا بقتلها، قالوا: وكانت امرأته جميلة، يقال لها: صدوف (1) ذات مال من إبل وبقر وغنم وكانت أشد الناس عداوة لصالح فدعت رجلا " من ثمود يقال له: مصدع بن مهرج وجعلت له نفسها على أن يعقر الناقة، وامرأة أخرى يقال لها: غنيرة (2) دعت قدرا " بن سالف وكان أحمر أزرق قصيرا "، وكان ولد زنا، ولم يكن لسالف الذي يدعى إليه ولكنه ولد على فراشه، وقالت: أعطيك أي بناتي شئت على أن تعقر الناقة، وكان قدار عزيزا منيعا في قومه، فانطلق قدار بن سالف ومصدع فاستغويا غواة ثمود فأتبعهما سبعة نفر وأجمعوا على عقر الناقة.
قال السدي: ولما ولد قدار وكبر جلس مع أناس يصيبون من الشراب فأرادوا ماء يمزجون به شرابهم وكان ذلك اليوم شرب الناقة فوجدوا الماء قد شربته الناقة فاشتد ذلك عليهم فقال قدار: هل لكم في أن أعقرها لكم؟ قالوا: نعم.