أني واهب لك ذكرا يكون خلفا " من هابيل، فولدته حواء فلما كان يوم السابع سماه آدم عليه السلام شيثا، فأوحى الله تعالى إليه: يا آدم إنما هذا الغلام هبة مني إليك فسمه هبة الله، فسماه آدم به، فلما جاء وقت وفاة آدم عليه السلام أوحى الله تعالى إليه: أني متوفيك فأوص إلى خير ولدك وهو هبتي الذي وهبته لك فأوص إليه وسلم إليه ما علمتك من الأسماء فإني أحب أن لا يخلو الأرض من عالم يعلم علمي ويقضي بحكمي، أجعله حجة لي على خلقي، فجمع آدم عليه السلام ولده جميعا " من الرجال والنساء ثم قال لهم: يا ولدي إن الله تعالى أوحى إلي أني متوفيك وأمرني أن أوصي إلى خير ولدي وإنه هبة الله وإن الله اختاره لي ولكم من بعدي، فاسمعوا له وأطيعوا أمره فإنه وصيي وخليفتي عليكم، فقالوا جميعا: نسمع له و نطيع أمره ولا نخالفه، قال: وأمر آدم عليه السلام بتابوت ثم جعل فيه علمه والأسماء والوصية ثم دفعه إلى هبة الله فقال له: انظر إذا أنا مت يا هبة الله فاغسلني وكفني وصل علي وأدخلني حفرتي، وإذا حضرت وفاتك وأحسست بذلك من نفسك فالتمس خير ولدك وأكثرهم لك صحبة وأفضلهم فأوص إليه بما أوصيت به إليك، ولا تدع الأرض بغير عالم منا أهل البيت يا بني إن الله تعالى أهبطني إلى الأرض وجعلني خليفة فيها وحجة له على خلقه، وجعلتك حجة الله في أرضه من بعدي، فلا تخرجن من الدنيا حتى تجعل لله حجة على خلقه ووصيا " من بعدك، وسلم إليه التابوت وما فيه كما سلمت إليك، وأعلمه أنه سيكون من ذريتي رجل نبي اسمه نوح يكون في نبوته الطوفان والغرق فأوص وصيك أن يحتفظ بالتابوت وبما فيه فإذا حضرته وفاته فمره أن يوصي إلى خير ولده وليضع كل وصي وصيته في التابوت وليوص بذلك بعضهم إلى بعض، فمن أدرك منهم نبوة نوح فليركب معه وليحمل التابوت وما فيه إلى فلكه ولا يتخلف عنه واحد، واحذر يا هبة الله وأنتم يا ولدي الملعون قابيل.
فلما كان اليوم الذي أخبره الله أنه متوفيه تهيأ آدم عليه السلام للموت وأذعن به فهبط.
ملك الموت فقال آدم: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أني عبد الله وخليفته في أرضه ابتدأني بإحسانه، وأسجد لي ملائكته، وعلمني الأسماء كلها، ثم أسكنني جنته ولم يكن جعلها لي دار قرار ولا منزل استيطان، وإنما خلقني لأسكن الأرض للذي أراد من التقدير و التدبير، وقد كان نزل جبرئيل عليه السلام بكفن آدم من الجنة والحنوط والمسحاة معه، قال: