42 - تفسير العياشي: عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: ذكر ابن آدم القاتل قال: فقلت له: ما حاله أم من أهل النار هو؟ فقال: سبحان الله، الله أعدل من ذلك أن يجمع عليه عقوبة الدنيا وعقوبة الآخرة. (1) بيان: هذا الخبر مناف لما مر من خبر جابر والأخبار الدالة على سوء حاله في القيامة وعلى كفره، ولظاهر خبر زرارة الذي تقدم حيث قال فيه: " ويجمع الله عليه عذاب الدنيا والآخرة " وإن أمكن أن يكون استفهاما " إنكاريا "، ويمكن أن يأول هذا الخبر بأن المراد أن عذاب الدنيا يصير سببا " لتخفيف عذابه في الآخرة، أو أن عذاب الدنيا لشئ وعذاب الآخرة لشئ آخر، فلا يجتمعان على فعل واحد، بأن يكون عذاب الدنيا للقتل والآخرة للكفر، فالمراد أنه لا يجمعهما الله عليه في القتل.
43 - تفسير العياشي: عن عيسى بن عبد الله العلوي، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليه السلام قال: إن ابن آدم الذي قتل أخاه كان القابيل الذي ولد في الجنة. (2) بيان: هذا موافق لما ذكره بعض العامة من كون ولادة قابيل وأخته في الجنة، وظاهر بعض الأخبار أنه لم يولد له إلا في الدنيا.
44 - تفسير العياشي: عن سليمان بن خالد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك إن الناس يزعمون أن آدم زوج ابنته من ابنه، فقال أبو عبد الله عليه السلام: قد قال الناس ذلك، ولكن يا سليمان أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لو علمت أن آدم زوج ابنته من ابنه لزوجت زينب من القاسم، وما كنت لأرغب عن دين آدم؟ فقلت: جعلت فداك إنهم يزعمون أن قابيل إنما قتل هابيل لأنهما تغايرا " على أختهما، فقال له: يا سليمان تقول هذا؟! أما تستحيي أن تروي هذا على نبي الله آدم؟ فقلت: جعلت فداك ففيم قتل قابيل هابيل؟
فقال: في الوصية. ثم قال لي: يا سليمان إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى آدم أن يدفع الوصية واسم الله الأعظم إلى هابيل، وكان قابيل أكبر منه، فبلغ ذلك قابيل فغضب، فقال: أنا أولى بالكرامة والوصية، فأمرهما أن يقربا قربانا " بوحي من الله إليه ففعلا فقبل الله قربان هابيل فحسده قابيل فقتله، فقلت له: جعلت فداك فممن تناسل ولد آدم؟