بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١١ - الصفحة ٢٢٧
كالفيل ونسرا كالحمار فقتلاها، ثم ولد له أثر عناق قابيل بن آدم، فلما أدرك قابيل ما يدرك الرجل (1) أظهر الله عز وجل جنية من ولد الجان يقال لها جهانة في صورة إنسية، فلما رآها قابيل ومقها فأوحى الله إلى آدم: أن زوج جهانة من قابيل فزوجها من قابيل، ثم ولد لآدم هابيل فلما أدرك هابيل ما يدرك الرجل (2) أهبط الله إلى آدم حوراء واسمها ترك (3) الحوراء، فلما رآها هابيل ومقها فأوحى الله إلى آدم. أن زوج تركا " (4) من هابيل ففعل ذلك، فكانت ترك (5) الحوراء زوجة هابيل بن آدم، ثم أوحى الله عز وجل إلى آدم: سبق علمي أن لا أترك الأرض من عالم يعرف به ديني وأن اخرج ذلك من ذريتك فانظر إلى اسمي الأعظم وإلى ميراث النبوة وما علمتك من الأسماء كلها وما يحتاج إليه الخلق من الأثرة عني فادفعه إلى هابيل، قال: ففعل ذلك آدم بهابيل فلما علم قابيل ذلك من فعل آدم غضب فأتى آدم فقال له: يا أبه ألست أكبر من أخي و أحق بما فعلت به؟ فقال آدم: يا بني إنما الأمر بيد الله يؤتيه من يشاء، وإن كنت أكبر ولدي فإن الله خصه بما لم يزل له أهلا "، فإن كنت تعلم أنه خلاف ما قلت ولم تصدقني فقربا قربانا " فأيكما قبل قربانه فهو أولى بالفضل من صاحبه، قال: وكان القربان في ذلك الوقت تنزل نار فتأكله، فخرجا فقربا قربانا " كما ذكر الله في كتابه: " واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا " فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر " قال: وكان قابيل صاحب زرع فقرب قمحا " نسيا " (6) رديئا "، وكان هابيل صاحب غنم فقرب كبشا سمينا من خيار غنمه، فأكلت النار قربان هابيل ولم تأكل قربان قابيل، فأتاه إبليس لعنه الله فقال: يا قابيل إن هذا الأمر الذي أنت فيه ليس بشئ لأنه إنما أنت وأخوك، فلو ولد لكما ولد وكثر نسلكما افتخر نسله على نسلك بما خصه به أبوك، ولقبول النار قربانه وتركها قربانك، وإنك إن قتلته لم يجد أبوك بدا " من أن يخصك بما دفعه إليه، قال: فوثب قابيل إلى هابيل فقتله.

(1) في نسخة: ما يدرك الرجال.
(2) في نسخة: ما يدرك الرجال.
(3) هكذا في المطبوع والمخطوط، والظاهر أنها مصحف " نزل " كما حكاها الجزائري في قصص الأنبياء.
(4) هكذا في المطبوع والمخطوط، والظاهر أنها مصحف " نزل " كما حكاها الجزائري في قصص الأنبياء.
(5) هكذا في المطبوع والمخطوط، والظاهر أنها مصحف " نزل " كما حكاها الجزائري في قصص الأنبياء.
(6) القمح بالفتح فالسكون: الحنطة. النسى بفتح النون ويكسر فسكون: ما يترك المرتحلون من زوال متاعهم.
(٢٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (كتاب النبوة) * * (الباب الأول) * معنى النبوة وعلة بعثة الأنبياء وبيان عددهم وأصنافهم وجمل أحوالهم وجوامعها (ع) والآيات فيه، وفيه: 70 - حديثا 1
3 سؤال الزنديق عن الصادق عليه السلام: من أين أثبت أنبياءا ورسلا؟ 29
4 عدد الأنبياء عليهم السلام 32
5 معنى اولي العزم 34
6 الرسول والنبي والمحدث وكيفية الوحي 54
7 * الباب الثاني * نقش خواتيمهم وأشغالهم وأمزجتهم وأحوالهم في حياتهم وبعد موتهم، وفيه: 29 - حديثا 62
8 أعمار بعض الأنبياء عليهم السلام 65
9 * الباب الثالث * علة المعجزة وأنه لم خص الله كل نبي بمعجزة خاصة، وفيه: حديثان 70
10 * الباب الرابع * عصمة الأنبياء، وتأويل ما يوهم خطأهم وسهوهم، وفيه: 16 - حديثا 72
11 * أبواب قصص آدم وحواء عليهما السلام وأولادهما * * الباب الأول * فضل آدم وحوا، وعلل تسميتهما، وبعض أحوالهما وبدء خلقهما، وسؤال الملائكة في ذلك، والآيات فيه، وفيه: 58 - حديثا 97
12 علة الطواف بالبيت؟ 110
13 بحث وبيان في عصمة الملائكة 124
14 طول قامة آدم عليه السلام 127
15 * الباب الثاني * سجود الملائكة ومعناه ومدة مكثه (ع) في الجنة وأنها أية جنة كانت، ومعنى تعليمه الأسماء، والآيات فيه، وفيه: 31 - حديثا 130
16 أيصلح السجود لغير الله؟ 138
17 جنة آدم عليه السلام هل كانت في الأرض أم في السماء؟ 143
18 هل كان إبليس من الملائكة أم لا؟ 144
19 * الباب الثالث * ارتكاب ترك الأولى ومعناه وكيفيته وكيفية قبول توبته والكلمات التي تلقاها من ربه، والآيات فيه، وفيه: 52 - حديثا 155
20 الشجرة التي أكل منها آدم وحواء 164
21 أيام البيض وسبب تسميتها 171
22 ملاقاة موسى عليه السلام مع آدم عليه السلام وسؤاله عنه 188
23 معنى: " وعصى آدم ربه "، وذنوبه الأنبياء عليهم السلام والأقوال فيه 198
24 * الباب الرابع * كيفية نزول آدم (ع) من الجنة وحزنه على فراقها وما جرى بينه وبين إبليس وفيه 31: حديثا 204
25 الحرث والزرع والغرس 215
26 * الباب الخامس * تزويج آدم وحواء وكيفية بدء النسل منهما وقصة هابيل وقابيل وسائر أولادهما وفيه: 44 - حديثا 218
27 كيفية تزويج أولاد آدم عليه السلام 223
28 * الباب السادس * تأويل قوله تعالى: جعلا له شركاء فيما آتاهما وفيه: 4 - أحاديث 249
29 في أولاد آدم عليه السلام وعددهم وأسمائهم، وتحقيق في هذا المقام 252
30 * الباب السابع * ما أوحى إلى آدم (ع) وفيه: 3 - أحاديث 257
31 * الباب الثامن * عمر آدم ووفاته ووصيته إلى شيث وقصصه (ع) وفيه: 19 - حديثا 258
32 قصة آدم وعمر داود عليهما السلام 258
33 كيفية قبض آدم وغسله ودفنه عليه السلام 267
34 بيان الاختلاف في عمر آدم عليه السلام 268
35 * الباب التاسع * قصص إدريس (ع) والآيات فيه، وفيه: 13 - حديثا 270
36 في أن مسجد السهلة كان بيت إدريس عليه السلام 280
37 * أبواب قصص نوح وهود وصالح عليهم السلام وقصة شداد * * الباب الأول * مدة عمره وولادته ووفاته وعلل تسميته ونقش خاتمه وجمل أحواله (ع) وفيه: 13 - حديثا 285
38 * الباب الثاني * مكارم أخلاقه وما جرى بينه وبين إبليس وأحوال أولاده وما أوحى اليه وصدر عنه من الحكم والأدعية وغيرها، وفيه: 9 - أحاديث 290
39 الترك والصقالبة ويأجوج ومأجوج وعلة الأبيض والأسود 291
40 * الباب الثالث * بعثة نوح (ع) على قومه وقصة الطوفان، والآيات فيه، وفيه: 82 - حديثا 294
41 معنى: إنه ليس من أهلك 313
42 علة تسمية النجف بالنجف 321
43 علة الحيض 326
44 * الباب الرابع * قصة هود (ع) وقومه عاد، والآيات فيه، وفيه: 27 - حديثا 343
45 الريح العقيم 353
46 مساكن قوم عاد 364
47 * الباب الخامس * قصة شداد وارم ذات العماد، وفيه: 3 - أحاديث 366
48 عبد الله بن قلابة ورؤيته مدينة إرم في زمن معاوية 367
49 * الباب السادس * قصة صالح (ع) وقومه: والآيات فيه، وفيه: 16 - حديثا 370
50 كيفية هلاك قوم صالح عليه السلام 377
51 عقر ناقة صالح عليه السلام بامرأتين 392