فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى * ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى * قال اهبطا منها جميعا " بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى * ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا " 115 - 124.
تفسير: قال الطبرسي رحمه الله " أسكن أنت وزوجك الجنة " أي اتخذاها مسكنا " وروي عن ابن عباس وابن مسعود أنه لما اخرج إبليس من الجنة ولعن بقي آدم وحده فاستوحش إذ ليس معه من يسكن إليه فخلقت حواء ليسكن إليها، وروي أن الله تعالى ألقى على آدم النوم وأخذ منه ضلعا " فخلق منه حواء فاستيقظ آدم فإذا عند رأسه امرأة فسألها من أنت؟ قالت: امرأة، قال: لم خلقت؟ قال: لتسكن إلى، فقالت الملائكة: ما اسمها يا آدم؟ فقال: حواء، قالوا: ولم سميت حواء؟ قال: لأنها خلقت من حي. فعندها قال الله: " أسكن أنت وزوجك الجنة " وقيل: إنها خلقت قبل أن يسكن آدم الجنة ثم ادخلا معا " الجنة.
وفي كتاب النبوة أن الله تعالى خلق آدم من الطين وخلق حواء من آدم فهمة الرجال الماء والطين، وهمة النساء الرجال.
قال أهل التحقيق: ليس يمتنع أن يخلق الله حواء من جملة جسد آدم بعد أن لا يكون مما لا يتم الحي حيا " إلا معه، لان ما هذه صفته لا يجوز أن ينقل إلى غيره، أو يخلق منه حي آخر من حيث يؤدي إلى أن لا يمكن إيصال الثواب إلى مستحقه (1) " رغدا " أي كثيرا " واسعا " لا عناء فيه " ولا تقربا هذه الشجرة " أي لا تأكلا منها وهو المروي عن الباقر عليه السلام، وكان هذا نهي تنزيه " فتكونا من الظالمين " يجوز أن يقال لمن يبخس نفسه الثواب (2): إنه ظالم لنفسه " فأزلهما " أي حملهما على الزلة " عنها " أي عن الجنة " فأخرجهما مما كانا فيه " من النعمة والدعة، أو من الجنة، أو من الطاعة، وإنما