المطر يقطر قطرا، وما يقع في المدينة قطرة لكرامته على الله عز وجل قال له اليهودي: فإن هذا هود (عليه السلام) قد انتصر الله له من أعدائه بالريح، فهل فعل بمحمد (صلى الله عليه وآله) شيئا من هذا؟ قال (عليه السلام) لقد كان كذلك محمد (صلى الله عليه وآله) أعطي ما هو أفضل من هذا إن الله عز وجل ذكره قد انتصر له من أعدائه بالريح يوم الخندق إذ أرسل عليهم ريحا تذر والحصى، وجنودا لم يروها فزاد الله تبارك وتعالى محمدا صلى الله عليه وآله على هود بثمانية آلاف ملك وفضله على هود بأن ريح عاد ريح سخط، وريح محمد (صلى الله عليه وآله) ريح رحمة، قال الله تبارك وتعالى: (يا إيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاء تكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها) قال له اليهودي: فإن هذا صالح أخرج الله له ناقة جعلها لقومه عبرة قال علي (عليه السلام) لقد كان كذلك، ومحمد عليه وآله السلام أعطي ما هو أفضل من ذلك إن ناقة صالح لم تكلم صالحا ولم تناطقه ولم تشهد له بالنبوة ومحمد (صلى الله عليه وآله) بينما نحن معه في بعض غزواته إذا هو ببعير قددنا ثم رغا (1) فأنطقه الله عز وجل فقال: يا رسول الله إن فلانا استعملني حتى كبرت ويريد نحري، فأنا أستعيذ بك منه، فأرسل رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى صاحبه فاستوهبه منه فوهبه له وخلاه، ولقد كنا معه فإذا نحن بأعرابي معه ناقة له يسوقها وقد استسلم للقطع لما زور عليه من الشهود، فنطقت له الناقة فقالت: يا رسول الله إن فلانا مني برئ، وإن الشهود يشهدون عليه بالزور، وإن سارقي فلان اليهودي.
قال له اليهودي: فإن هذا إبراهيم قد تيقظ بالاعتبار على معرفة الله تعالى، وأحاطت دلالته بعلم الايمان به قال له علي (عليه السلام) لقد كان كذلك، وأعطي محمد (صلى الله عليه وآله) أفضل من ذلك قد تيقظ بالاعتبار على معرفة الله تعالى وأحاطت دلالته (دلائله خ ل) بعلم الايمان به، وتيقظ إبراهيم وهو ابن خمسة عشرة سنة، ومحمد (صلى الله عليه وآله) كان ابن سبع سنين قدم تجار من النصارى فنزلوا بتجارتهم بين الصفا والمروة، فنظر إليه بعضهم فعرفه بصفته ونعته وخبر مبعثه وآياته (صلى الله عليه وآله).