مؤمنين) ثم رفع صوته وقال: والله أنا بقية الله، فأخبروا الشيخ بقدومنا وأحوالنا فحملوه إلى أبي وكان لهم معهم من الطعام كثير فأحسن ضيافتنا، فأمر الوالي بتقييد الشيخ فقيدوه ليحملوه إلى عبد الملك لأنه خالف أمره، قال الصادق (عليه السلام): فاغتممت لذلك وبكيت، فقال والدي: ولا بأس من عبد الملك بالشيخ ولا يصل إليه فإنه يتوفى أول منزل ينزله، وارتحلنا حتى رجعنا إلى المدينة بجهد (1) 4 - الكافي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي قال: كنت جالسا في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا أقبل رجل فسلم فقال: من أنت يا عبد الله؟ فقلت: رجل من أهل الكوفة، فقلت:
فما حاجتك؟ فقال لي: أتعرف أبا جعفر محمد بن علي (عليهما السلام)؟ قلت: نعم، قال: فما حاجتك إليه؟ فقال: هيأت له أربعين مسألة أسأله عنها فما كان من حق أخذته، وما كان من باطل تركته، قال أبو حمزة: فقلت: هل تعرف ما بين الحق والباطل؟ فقال: نعم، فقلت له: فما حاجتك إليه إذا كنت تعرف ما بين الحق والباطل؟ فقال لي: يا أهل الكوفة أنتم قوم ما تطاقون، إذا رأيت أبا جعفر (عليه السلام) فأخبرني، فما انقطع كلامه (2) حتى أقبل أبو جعفر (عليه السلام) وحوله أهل خراسان وغيرهم يسألونه عن مناسك الحج، فمضى حتى جلس مجلسه وجلس الرجل قريبا منه قال أبو حمزة: فجلست بحيث أسمع الكلام وحوله عالم من الناس، فلما قضى حوائجهم وانصرفوا التفت إلى الرجل فقال له: من أنت؟ فقال: أنا قتادة بن دعامة البصري، (3) فقال له أبو جعفر (عليه السلام): أنت فقيه أهل البصرة؟ قال: نعم، فقال له أبو جعفر