بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩ - الصفحة ٢٠٠
فسموه حاما، فلا يركب ولا يمنع ماء ولا مرعى ولا يحمل عليه شئ، فرد الله عليهم فقال:
" ما جعل الله من بحيرة " إلى قوله: " وأكثرهم لا يعقلون ". (1) 58 - تفسير علي بن إبراهيم: " وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله " فلفظ الآية ماض ومعناه مستقبل، ولم يقله بعد وسيقوله، وذلك أن النصارى زعموا أن عيسى قال لهم: إني وأمي إلهان من دون الله، فإذا كان يوم القيامة يجمع الله بين النصارى وبين عيسى فيقول له: " أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين " (2) فيقول عيسى: " سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب " إلى قوله: " وأنت على كل شئ شهيد " والدليل على أن عيسى لم يقل لهم ذلك قوله:
" هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ". (3) 59 - تفسير العياشي: عن ثعلبة، عن بعض أصحابنا، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى لعيسى: " أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله " قال: لم يقله وسيقوله، إن الله إذا علم أن شيئا كائن أخبر عنه خبر ما كان.
وعن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه سئل عن هذه الآية فقال:
إن الله إذا أراد أمرا أن يكون قصه قبل أن يكون كأن قد كان. (4) 60 - تفسير العياشي: عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب " قال: إن الاسم الأكبر ثلاثة وسبعون حرفا فاحتجب الرب تبارك وتعالى منها بحرف، فمن ثم لا يعلم أحد ما في نفسه عز وجل أعطى آدم اثنين وسبعين حرفا من الاسم توارثتها الأنبياء حتى صارت إلى عيسى، فذلك قول عيسى: " تعلم ما في نفسي " يعني اثنين وسبعين حرفا من الاسم الأكبر، يقول: أنت علمتنيها فأنت تعلمها " ولا أعلم ما في نفسك " يقول: لأنك احتجبت من خلقك بذلك الحرف فلا يعلم أحد ما في نفسك. (5)

(1) تفسير القمي: 175.
(2) في المصدر: أنت قلت لهم ما يدعون عليك؟ فيقول عيسى.
(3) تفسير القمي: 177.
(4) تفسير العياشي: مخطوط.
(5) تفسير العياشي: مخطوط.
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»
الفهرست