بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩ - الصفحة ١٩١
فقال: " ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ". قوله: " إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا " قال: يتقربون إلى الناس بأنهم مسلمون فيأخذون منهم ويخونونهم وما هم بمسلمين على الحقيقة.
قوله تعالى: " وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب " الآية، قال كان اليهود يقرؤون شيئا ليس في التوراة، ويقولون: هو في التوراة، فكذبهم الله. قوله: " ما كان لبشر " الآية، أي أن عيسى لم يقل للناس: إني خلقتكم فكونوا عبادا لي من دون الله، ولكن قال لهم: كونوا ربانيين أي علماء. قوله: " ولا يأمركم " الآية، قال: كان قوم يعبدون الملائكة، وقوم من النصارى زعموا أن عيسى رب، واليهود قالوا: عزير ابن الله، فقال الله: " لا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا ". (1) 29 - تفسير علي بن إبراهيم: " أفغير دين الله يبغون " قال: أغير هذا الذي قلت لكم أن تقروا بمحمد ووصيه " وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها " أي فرقا من السيف. (2) 30 - تفسير علي بن إبراهيم: " كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل " الآية، قال: إن يعقوب كان يصيبه عرق النساء، فحرم على نفسه لحم الجمل، فقالت اليهود: إن لحم الجمل محرم في التوراة (3) فقال عز وجل لهم: " فأتوا بالتوراة " فاتلوها " إن كنتم صادقين " إنما حرم هذا إسرائيل على نفسه، ولم يحرمه على الناس. (4) 31 - تفسير العياشي: ابن أبي يعفور قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله الله: " كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه " قال: إن إسرائيل كان إذا أكل لحوم الإبل هيج عليه وجع الخاصرة، فحرم على نفسه لحم الإبل، وذلك من قبل أن تنزل التوراة، فلما أنزلت التوراة لم يحرمه (5) ولم يأكله. (6)

(1) تفسير القمي: 95 و 96.
(2) تفسير القمي: 97. قوله: فرقا من السيف أي خوفا وفزعا منه.
(3) في المصدر: محرم على بني إسرائيل في التوراة.
(4) تفسير القمي: 97.
(5) قوله: فلما أنزلت التوراة لم يحرمه إه‍ لا يخلو بظاهره عن غرابة، لأن الظاهر أن الضمير يرجع إلى إسرائيل أي يعقوب، وهو كان قبل موسى ونزول التوراة بكثير، فلذا أرجع المصنف الضمير إلى موسى، راجع الحديث تحت رقم 46.
(6) مخطوط.
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 ... » »»
الفهرست