بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩ - الصفحة ١٨٦
15 - تفسير علي بن إبراهيم: " واشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم " أي أحبوا العجل حتى عبدوه، ثم قالوا: نحن أولياء الله، فقال الله عز وجل: إن كنتم أولياء الله كما تقولون " فتمنوا الموت إن كنتم صادقين " لان في التوراة مكتوب: إن أولياء الله يتمنون الموت.
قوله تعالى: " قل من كان عدوا لجبريل " الآية، فإنها نزلت في اليهود الذين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وآله: إن لنا من الملائكة أصدقاء وأعداء، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
من صديقكم؟ ومن عدوكم؟ قالوا: جبرئيل عدونا لأنه يأتي بالعذاب، ولو كان الذي نزل عليك ميكائيل لآمنا بك، فإن ميكائيل صديقنا، وجبرئيل ملك الفظاظة والعذاب، وميكائيل ملك الرحمة، فأنزل الله تعالى: " قل من كان عدوا لجبريل " إلى قوله: " فإن الله عدو للكافرين ". (1) 16 - تفسير الإمام العسكري: " ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا " الآية، قال الإمام عليه السلام:
قال الله تعالى لما آمن المؤمنون وقبل ولاية محمد وعلي عليهما السلام العاقلون، وصد عنهما المعاندون: " ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا " أعداء يجعلونهم لله أمثالا " يحبونهم كحب الله " يحبون تلك الأنداد من الأصنام كحبهم لله " والذين آمنوا أشد حبا لله " من هؤلاء المتخذين الأنداد مع الله، لان المؤمنون يرون الربوبية لله لا يشركون، (2) ثم قال: يا محمد " ولو يرى الذين ظلموا " باتخاذ الأصنام أندادا و اتخاذ الكفار والفجار أمثالا لمحمد وعلي صلوات الله عليهما " إذ يرون العذاب " الواقع بهم لكفرهم وعنادهم " أن القوة لله " (3) لعلموا أن القوة لله يعذب من يشاء، ويكرم من يشاء، لا قوة للكفار يمتنعون بها عن عذابه " وأن الله شديد العقاب " ولعلموا أن الله شديد العقاب لمن اتخذ الأنداد مع الله، ثم قال: " إذ تبرأ الذين اتبعوا " الرؤساء " من الذين اتبعوا " الرعايا والاتباع (4) " وتقطعت بهم الأسباب " فنيت حيلهم ولا

(1) تفسير القمي: 46.
(2) في المصدر: يرون الربوبية لله وحده لا يشركون به.
(3) في المصدر: أن القوة لله جميعا.
(4) في المصدر: ثم قال: " إذ تبرأ الذين اتبعوا " لو رأى هؤلاء الكفار الذين اتخذوا الأنداد حين يتبرء الذين اتبعوا الرؤساء " من الذين اتبعوا " الرعايا والاتباع " وتقطعت بهم الأسباب ".
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»
الفهرست