بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١ - الصفحة ١٤٩
المؤمنين صلوات الله عليه: إن لله عبادا كسرت قلوبهم خشبته، وأسكتتهم عن النطق وإنهم لفصحاء عقلاء، يستبقون إلى الله بالاعمال الزكية، لا يستكثرون له الكثير، ولا يرضون له من أنفسهم بالقليل، يرون في أنفسهم أنهم أشرار، وإنهم لأكياس (1) وأبرار.
بيان: لعل المراد بالعجز الترك، وتعجيز النفس والكسل لا عدم القدرة أي إن الله يؤاخذ بترك شكر النعمة كما يؤاخذ بفعل السيئة ولو في الدنيا بزوال النعمة. والاستباق:
المسابقة في الرهان، أي يسبق بعضهم بعضا في التقرب إلى الله بالاعمال الطاهرة من آفاتها، أو النامية. والكياسة: العقل والفطنة.
يا هشام الحياء من الايمان والايمان في الجنة، والبذاء من الجفاء والجفاء في النار.
بيان: البذاء بفتح الباء ممدودا. الفحش وكل كلام قبيح. والجفاء ممدودا:
خلاف البر والصلة، وقد يطلق على البعد عن الآداب، قال المطرزي: الجفاء: الغلظ في العشرة، والخرق في المعاملة، وترك الرفق.
يا هشام المتكلمون ثلاثة: فرابح، وسالم، وشاجب: فأما الرابح فالذاكر لله وأما السالم فالساكت، وأما الشاجب فالذي يخوض في الباطل إن الله حرم الجنة على كل فاحش بذي قليل الحياء لا يبالي ما قال ولا ما قيل فيه. وكان أبو ذر رضي الله عنه يقول: يا ميتغي العلم إن هذا اللسان مفتاح خير، ومفتاح شر، فاختم على فيك كما تختم على ذهبك وورقك (2).
بيان: المراد بالمتكلمين القادرون على التكلم، أو المتكلمون والمجالسون معهم تغليبا، والحاصل أن الناس في أمر الكلام على ثلاثة أصناف. والشجب: الهلاك و الحزن والعيب. قال الجزري: في حديث الحسن: المجالس ثلاثة: فسالم وغانم و شاجب أي هالك يقال: شجب يشجب فهو شاجب، وشجب يشجب فهو شجب. أي إما سالم من الاثم، أو غانم للاجر، وإما هالك آثم.

(1) جمع الكيس: الظريف، الفطن، الحسن الفهم والأدب.
(2) بالواو المثلثة وسكون الراء وبفتح الواو مع كسر الراء: الدراهم المضروبة.
(١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 خطبة الكتاب 1
3 مقدمة المؤلف 2
4 مصادر الكتاب 6
5 توثيق المصادر 26
6 رموز الكتاب 46
7 تلخيص الأسانيد 48
8 المفردات المشتركة 57
9 بعض المطالب المذكورة في مفتتح المصادر 62
10 فهرست الكتب 79
11 * (كتاب العقل والعلم والجهل) * باب 1 فضل العقل وذم الجهل، وفيه 53 حديثا. 81
12 باب 2 حقيقة العقل وكيفية وبدء خلقه، وفيه 14 حديثا. 96
13 بيان ماهية العقل. 99
14 باب 3 احتجاج الله تعالى على الناس بالعقل وأنه يحاسبهم على قدر عقولهم، وفيه خمسة أحاديث. 105
15 باب 4 علامات العقل وجنوده، وفيه 52 حديثا. 106
16 باب 5 النوادر، وفيه حديثان. 161
17 * (كتاب العلم) * باب 1 فرض العلم، ووجوب طلبه، والحث عليه، وثواب العالم والمتعلم، وفيه 112 حديثا. 162
18 باب 2 أصناف الناس في العلم وفضل حب العلماء، وفيه 20 حديثا 186
19 باب 3 سؤال العالم وتذاكره وإتيان بابه، وفيه سبعة أحاديث. 196
20 باب 4 مذاكرة العلم، ومجالسة العلماء، والحضور في مجالس العلم، وذم مخالطة الجهال، وفيه 38 حديثا. 198
21 باب 5 العمل بغير علم، وفيه 12 حديثا. 206
22 باب 6 العلوم التي أمر الناس بتحصيلها وينفعهم، وفيه تفسير الحكمة، وفيه 62 حديثا. 209
23 باب 7 آداب طلب العلم وأحكامه، وفيه 19 حديثا. 221