كدافق ماء للسراب يؤمه ألا في ضلال من يصب ويدفق (1) 2 - ومن طريق المخالفين أبو المؤيد موفق بن أحمد من أعيان المخالفين في كتاب فضائل أمير المؤمنين قال: أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي، أخبرنا القاضي الامام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ، حدثني والدي شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي الحافظ، حدثنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب (2)، حدثنا الحسن بن علي بن عفان العامري (3)، حدثنا عبيد الله بن موسى (4)، حدثنا أبو ميمونة (5)، عن أبي بشير الشيباني قال: لما قتل عثمان اختلف الناس إلى علي عليه السلام يقولون له: نبايعك، ومعهم طلحة، والزبير، والمهاجرون، والأنصار، فقال: لا حاجة لي في الامارة (6)، أنظروا إلى من تختارون أكون معكم، قال: فاختلفوا إليه أربعين ليلة، فأبوا عليه إلا أن يكون يفعل، وقالوا: نحن منذ أربعين ليلة ليس أحد يأخذ على سفهنا (7)، فقال علي عليه السلام أصلى بكم، ويكون مفتاح بيت المال بيدي، وليس بأمري دونكم (8) أترضون بهذا؟ قالوا: نعم، قال: وليس لي أن أعطى أحدا درهما دونكم؟ قالوا: نعم. (فجعل يقول لهم ذلك ثلاثة أيام، ويقولون:
نعم) (9).
فصعد (10) المنبر وبايعه الناس ونزل، فأعطى كل ذي حق حقه، وسكن