الشام من كان قبلك، فوله أنت كيما تتسق عرى الأمور، ثم اعزله إن بدا لك.
فقال أمير المؤمنين عليه السلام: أتضمن لي عمري يا مغيرة فيما بين توليته إلى خلعه؟ قال: لا، قال: لا يسألني الله عز وجل عن توليته على رجلين من المسلمين ليلة سوداء أبدا: ﴿وما كنت متخذ المضلين عضدا﴾ (1) لكن أبعث إليه وأدعوه إلى ما في يدي من الحق، فإن أجاب فرجل من المسلمين، له ما لهم وعليه ما عليهم، وإن أبى حاكته إلى الله، فولى المغيرة، وهو يقول: فحاكمه إذا، فحاكمه إذا، فأنشأ يقول:
نصحت عليا في ابن حرب نصيحة فرد فما منى له الدهر ثانية ولم يقبل النصح الذي جئته به وكانت له تلك النصيحة كافية وقالوا له: ما أخلص النصح كله فقلت له: إن النصيحة عالية (2) فقام قيس بن (3) سعد رحمه الله، فقال يا أمير المؤمنين: إن المغيرة أشار عليك بأمر لم يرد الله به، فقدم فيه رجلا وأخر فيه أخرى، وإن كان لك الغلبة تقرب إليك بالنصيحة، وإن كانت لمعاوية تقرب إليه بالمشورة، ثم أنشأ يقول:
يكاد ومن أرسى ثبيرا مكانه * مغيرة أن يقوى عليك معاوية وكنت بحمد الله فيها موفقا * وتلك التي راأكها (4) غير كافية فسبحان من أعلى السماء مكانها * والأرض دحاها فاستقرت كماهيه (5)