فأرعد وأبرق ونصب الدلائل فأحكم وأرتق [ووثق] ودعا إلى الهدى فسدد ووفق فمن عباده طائع سمع الوعد فصدق وعاص ألقى نفسه في بحار الذنب فأغرق والكل إليه يرجعون وبين يديه يفصلون لا يسأل عما يفعل وهم يسألون الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا الله أكبر ما عاد عيد وقرب بعيد وأسفر صبح جديد الله أكبر ما هبت الشمال وثبتت الجبال وتفيأت الظلال سبحان من تسبح له السماء بنجومها والأنواء بتراكم غيومها والدهر بحره وبرده [ببحره وبره] والفلك بنحسه وسعده والبحر بجزره ومده [والنجم بزجره] والكون وما حوى بحده وإن من شئ إلا يسبح بحمده أحمده على نعم أولاها وأغدقها وأضفاها وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة أمحص بها الذنوب وأمحضها وأسترد بها شارد النعم وأحفظها وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله والسنن عاطلة النحور والفتن باسمة الثغور فلم يزل يستدعي الإسلام قلوبا شاحطة ويستضئ الإيمان نفوسا ساخطة حتى محا من الجاهلية آثارها وجلى نقعها وغبارها ورفع للحنيفية منارها وأطلع شموسها وأقمارها صلى الله عليه وآله الذين حفظوا أحكام الملة وآثارها ما رمت وفود الحرم أحجارها وما طيف بالكعبة ولمسوا أستارها عباد الله استقيموا فإن الاستقامة للقلوب سقالها واستديموا نعم الله بالشكر فإن الشكر عقالها وعظموا من حرمة يومكم هذا ما عظم الله من إيثار طاعته والنزوع عن مخالفته بالتوبة إليه والخضوع لديه فإنه [فإن الله] يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون الله أكبر اعلموا عباد الله أن لله معذرة قدمها إليكم ورسالة أشادها فيكم كتاب الله بينة
(٧١٢)