منى سؤال البائس المعيل مقر لك باني لم أخل في الحالات كلها من احسانك ولم أسلم مع وفور احسانك من عصيانك فهل ينفعني يا إلهي اقراري عندك بسوء ما اكتسبت وهل يخيبني منك اعتراف لك بقبيح ما ارتكبت أم أوجبت لي في مقامي هذا سخطك في وقت دعائي مقتك سبحانك لا أيئس منك وقد فتحت لي باب التوبة إليك بل أقول مقال العبد الذليل الظالم لنفسه المستخف بحرمة ربه الذي عظمت ذنوبه فجلت وأدبرت أيامه فولت حتى إذا رأى مدة العمل قد انقضت وغاية العمر قد انتهت وأيقن انه لا محيص له منك ولا مهرب له عنك تلقاك بالإبانة وأخلص لك التوبة فقام إليك بقلب طاهر نقي ثم دعاك بصوت خامل (حامل) خفى قد تطأطا لك فانحنى ونكس رأسه فانثنى قد أرعشت خشيته رجليه وغرقت دموعه خديه يدعوك بيا ارحم الراحمين ويا ارحم من انتابه المسترحمون ويا أعطف من أطاف به المستغفرون ويا من عفوه أكثر من نقمته ويا من رضاه أوفر من سخطه و يا من تحمد إلى خلقه بحسن التجاوز ويا من عود عباده قبول الإنابة ويا من استصلح فاسدهم بالتوبة ويا من رضى من فعلهم باليسر ويا من كافي قليلهم بالكثير ويا من ضمن لهم إجابة الدعاء ويا من وعدهم على نفسه بتفضله حسن الجزاء ما انا بأعصى من عصاك فغفرت له وما انا بألوم من اعتذر إليك فقبلت منه وما انا بأظلم من تاب إليك فعدت عليه أتوب إليك في مقامي هذا توبة نادم على ما فرط منه مشفق مما اجتمع عليه خالص الحياء مما وقع فيه عالم بان العفو عن الذنب العظيم لا يتعاظمك وان التجاوز عن الاثم الجليل لا يستصعبك وان احتمال الجنايات الفاحشة لا يتكادك وان أحب عبادك إليك من ترك الاستكبار عليك وجانب الاصرار ولزم الاستغفار وانا أبرء إليك
(٣٨٦)