المصباح - الكفعمي - الصفحة ٣٨٠
وكم مأثم حقا تقتصت قمصه * وكم من يد حسنى جعلت مساويا وكم صهوة في منكر امتطيتها * وكنت بميدان الهوى متماديا وكم من عهود خنتها متعمدا * وضرت بها عن قرب عفوك قاصيا وكم لذة من بعدها النار لم أخف * عواقبها بل كنت فيها مواليا وكم من هوى تابعته فأضلني * فأصبحت من أثواب سخطك كاسيا وكم واجب ضيعته يوم شقوتي * وعزمي اضحى في المعارف ماضيا فيا نفس هلا اعتبرت بمن مضى * ودورهم للموات أمست خواليا فهم ببطون الأرض اضحوا رهائنا * محاسنهم فيها يرين بواليا كم اخترمت أيدي المنون من الورى * قرونا فأمسوا في القبور جواثيا وكم من مليك قد تمكن ملكه * سقاه الردى كأسا من الموت ظاميا فما منعت عنه الصياصي التي بنا * ولا كان بالأموال للنفس فاديا ولم يغن عنه جمعه وجنوده * وأصبح منه ناظر العين خاسيا فكم فرح مستبشر بوفاته * وكم ترح اضحى لذلك باكيا فيا نفس جدي في البكاء واندبي * زمانا به قد كان شرك ساميا ويا نفس ماذا تصنعين بحق من * له الحق في يوم يريد التقاضيا ويا نفس ولى العمر والشيب قد أتى * نذيرا بقرب الموت لاشك ناعيا ويا نفس قومي في الظلام بذلة * ورقة قلب يجعل الصخر جاريا ويا نفس توبي عن هواك واقصري * وسحى دموعا بل دماء جواريا وقولي إلهي أنت أكرم من عفى * وأجدر من يول الجدى والأياديا
(٣٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 ... » »»