والبلاء فقد كنت بي لطيف أيام حيوة الدنيا يا أفضل المنعمين في آلائه وانعم المفضلين في نعمائه كثرت أياديك عندي فعجزت عن احصائها وضقت ذرعا في شكري لك بجزائها فلك الحمد ما أوليت ولك الشكر على ما أبليت يا خير من دعاه داع وأفضل من رجاه راج بذمة الاسلام أتوسل إليك وبحرمة القران اعتمد عليك وبحق محمد وال محمد أتقرب إليك فصل على محمد وال محمد واعرف ذمتي التي رجوت بها قضاء حاجتي برحمتك يا ارحم الراحمين ثم اقبل أمير المؤمنين عليه السلام على نفسه يعاتبها ويقول أيها المناجي ربه بأنواع الكلام والطالب منه مسكنا في دار السلام والمسوف بالتوبة عاما بعد عام ما أراك منصفا لنفسك من بين الأنام فلو دافعت نومك يا غافلا بالصيام واقتصرت على القليل من لعق الطعام وأحييت مجتهدا ليلك بالقيام كنت أحرى ان تنال شرف المقام لها النفس اخلطي ليلك ونهارك بالذاكرين لعلك ان تسكني رياض الخلد مع المتقين وتشبهي بنفوس قد اقرح السهر رقة جفونها ودامت في الخلوات شدة حنينها وأبكى المستمعين عولة أنينها والآن قسوة الضماير ضجة رنينها فإنها نفوس قد باعت زينة الدنيا واثرت الآخرة على الأولى أولئك وفذ الكرامة يوم يخسر فيه المبطلون ويحشر إلى ربهم بالحسنى والسرور المتقون وفى مهج الدعوات قال جامعه السيد العلامة على بن موسى بن طاوس قدس الله سره ومما ورد على خاطري اللهم إذا ان استدعاؤك لروحي ان تقدم عليك فانى من الان قد جعلتها مستجيرة بك وضيفا لك وهاربة منك إليك وقد أمرت بأمان المستجير واكرام الضيف الفقير (وانعطف) والتعطف على الهارب الأسير فاجعل روحي في جملة الآمنين المستجيرين والضيوف المكرمين والاسراء
(٣٧٨)