المصباح - الكفعمي - الصفحة ٣٤٨
الأول هنا سؤال تقريره قد ثبت ان الله واحدى الذات لا مجال للتعدد فيه فليس بمتكثر بحسب الوجود الخارجي لا فرضا ولا اعتبارا ولا بشئ من الوجوه الموجبة للتكثر ولا شك ان هذه الصفات التي ذكرناها في الواجب سبحانه متعددة فاما ان تكون معانيها ثابتة للواجب فيلزم التكثر في ذاته وهو مجال أو ليست ثابتة فلم يجز صدقها عليه لكنها صادقة عليه تعالى فيكون معانيها ثابتة فيلزم التكثر في ذاته وهو محال والجواد ان الاسم الذي يطلق عليه تعالى من غير اعتبار غيره ليس الا لفظ الله تعالى ومعناها ثابت للواجب تعالى بالنظر إلى ذاته لا باعتبار امر خارج وما عداه من الصفات انما يطلق عليه باعتبار اضافته إلى الغير كالخالق فإنه يسمى خالقا باعتبار الخلق وهو امر خارج عنه أو باعتبار سلب الغير عنه كالواحد فان معناه سلب الشريك أو باعتبار الإضافة والسلب عنه معا كالحي فان معناه في حق الواجب تعالى كونه لا يستحيل ان يقدر ويعلم ويلزم صحة القدرة والعلم فهي سلبية باعتبار معناها وإضافية باعتبار لازمها فهذه المتكثرات التي ذكرناها ليست حاصلة في ذات الواجب تعالى بل في أمور خارجة عنه فالحاصل ان الصفات المذكورة المتعددة ثابتة للواجب تعالى باعتبار تكثرات خارجة عنه فليس في الذات تكثر لا باعتبارها ولا باعتبار الصفات بل هي واحدة من جميع الجهات والاعتبارات قاله صاحب كتاب منتهى السؤال فيه الثاني قال الشهيد ره في قواعده مرجع هذه الصفات عندنا وعند المعتزلة إلى الذات والحياة والقدرة والعلم والإرادة والسمع والبصر والكلام والأربعة الأخيرة ترجع إلى العلم والقدرة كافيان في الحياة والعلم والقدرة نفس الذات فرجعت جميعها إلى الذات الثالث روى عن الصادق عليه السلام انه من عبد الله بالوهم فقد كفر ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك ومن عبد المعنى بايقاع الأسماء عليه بصفاته
(٣٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 ... » »»