والصبور من أسمائه تعالى هو الذي لا تحمله العجلة بعقوبة العصاة لاستغنائه عن التسرع إذ لا يخاف الفوت مع أن الشيخ نصير الدين قدس الله سره قال في فصوله كل اسم يليق بجلاله ويناسب كماله وان لم يرد به اذن يجوز اطلاقه عليه تعالى الا انه ليس من الأدب لجواز ان لا يناسبه من وجه اخر ثم انا نرجع ونقول ان أصل السخاوة إلى الاتساع والسهولة والسخو الأرض السهلة الواسعة كما ذكره الجوهري وغيره من أئمة اللغة وسمى السخي سخيا لسهولة عطائه وسعته فالله تعالى أحق باسم السخاء لأنه وسع بعطائه المعطين وعم ببره المبرين مع أن لو سلمنا للشيخ أحمد بن فهد ره صحة الرجوع إلى أصل الاشتقاق في الأسماء الحسنى لوجب ان يترك كل اسم منها يحصل في اشتقاق أصله ما لا يناسب عنده وهو باطل بالاجماع الا ترى ان السيد من أسمائه تعالى وهو عند أهل اللغة المسن من المعز قال رحمه الله قلد القاضي عبد الجبار في شرحه الأسماء الحسنى في صحة هذا الاشتقاق لأنه منع في شرحه ان يوصف سبحانه بالحنان قال لأنه يفيد معنى الحنين قال الجوهري في صحاحه الحنان بالتخفيف الرحمة وبالتشديد ذو الرحمة وقال الهروي في قوله تعالى وحنانا من لدنا أي رحمة قال والحنان بالتشديد الرحيم وهو من صفاته تعالى وبالتخفيف العطف والرحمة وفى الحديث انه صلى الله عليه وآله مر على رجل وهو يعذب فقال لأتخذنه حنانا أي لا تعطفن عليه ولا ترحمن لأنه من أهل الجنة وقال الإمام الطبرسي رحمه الله في تفسير مجمع البيان في تفسير قوله تعالى وحنانا من لدنا أي رحمة يقال حنانك وحنانيك وأكثر ما يستعمل بمعنى التثنية قال طرفة حنانيك بعض الشر أهون من بعض ومعنى حنانيك رحمك الله
(٣٣٧)