المصباح - الكفعمي - الصفحة ٣٢٥
وفي الصحاح انه الصفوح الرقيب الحافظ الذي لا يغيب عنه شئ وفى القواعد هو الحفيظ العليم المجيب هو الذي يجيب المضطر ويغيث الملهوف إذا دعياه القريب هو المجيب ومنه انه أجيب دعوة الداعي إذا دعا ن أي قريب من دعائه وقد يكون بمعنى العالم بوساوس الصدور لا حجاب بينها وبينه ومنه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد الواسع الغنى الذي وسع غناؤه مفاقر عباده ووسع رزقه جميع خلقه والسعة في كلام العرب الغنى ومنه قوله تعالى ولينفق ذو سعة من سعته وقيل هو المحيط بعلم كل شئ ومنه وسمع كل شئ علما وفى كتاب المنتهى السؤال الواسع مشتق من السعة والسعة تضاف تارة إلى العلم إذا اتسع وأحاط بالمعلومات الكثيرة وتضاف أخرى إلى الاحسان وبسط النعم وكيف ما قدر وعلى أي شئ نزل فالواسع المطلق هو الله تعالى لأنه ان نظر إلى علمه فلا ساحل (لجوه) لبحره بل تنفد البحار لو كانت مدادا لكلماته وان نظر إلى احسانه ونعمه فلا نهاية لها وكل نعمة تكون ن غيره وان غطت فهي متناهية فهو أحق باطلاق اسم السعة عليه تعالى الغنى هو الذي استغنى عن الحق وهم إليه محتاجون فلا تعلق له بغيره لا في ذاته ولا في شئ من صفاته بل يكون منزها عن العلاقة عن الغير فمن تعلقت ذاته أو صفاته بأمر خارج عن ذاته يتوقف في وجوده أو كماله عليه فهو محتاج إلى ذلك الامر ولا يتصور ذلك في الله تعالى المغنى هو الذي جبر مفاقر الخلق وأغناهم عن سواه بواسع الرزق الحكيم هو المحكم خلق الأشياء والاحكام هو اتقان التدبير وحسن التصوير والحكيم أيضا الذي لا يفعل قبيحا ولا يخل بواجب والذي يضع الأشياء مواضعها والحكيم العالم والحكمة لغة العلم ومنه يؤتى الحكمة من يشاء وعن ابن عباس الحكيم الذي كمل في حكمته والعليم الذي كمل في علمه الودود الذي يود عباده أي يرضى عنهم ويقبل أعمالهم مأخوذ من
(٣٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 ... » »»