المصباح - الكفعمي - الصفحة ٣٢٧
وقوله تعالى أنت وليي في الدنيا والآخرة إلى المتولي امرى والقائم به وولى الطفل الذي يتولى لصلاح شانه والله ولى المؤمنين لأنه المتولي لاصلاح شانهم والولي والوالي والمولى والمتولي الناصر وأولياء الشيطان أنصاره وقوله تعالى ومن يتولهم منكم أي من يتبعهم وينصرهم المولى قد قيل فيه ما مر من المعنيين المتقدمين في الولي أو يكون بمعنى الأولى ومنه قول النبي صلى الله عليه وآله الست أولى منكم بأنفسكم قالوا بلى يا رسول الله قال من كنت مولاه فعلى مولاه أي من كنت أولى منه بنفسه فعلى أولى منه بنفسه ومنه قوله تعالى مأويكم النار هو موليكم أي أولى بكم الحميد هو الذي استحق الحمد بفعاله في السراء والضراء والشدة والرخاء المحصي الذي أحصى كل شئ بعلمه فلا يغرب عنه مثقال ذرة المبدئ المعيد هو الذي بدا الأشياء اختراعا وأعاد الخلق بعد الحياة إلى الممات ثم يعيدها بعد الممات إلى الحياة لقوله تعالى وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون ولقوله انه هو يبدئ ويعيد المحيى المميت أي يحيى النطفة الميتة فيخرج منها النسمة الحية ويحيى الأجسام بإعادة الأرواح إليها للبعث ويميت الاحياء تمدح سبحانه بالأمانة كما تمدح بالاحياء ليعلم انهما من قبله الحي هو الذي لم يزل موجودا وبالحياة موصوفا لم يحدث له الموات بعد الحياة ولا العكس قاله البادراي وفى منتهى السؤال انه الفعال المدرك حتى أنه مالا فعل له ولا ادراك فهو ميت وأقل درجات الادراك ان يشعر المدرك نفسه فالحي الكامل هو الذي يندرج جميع المدركات تحت ادراكه حتى لا يشذ عن علمه مدرك ولا عن فعله مخلوق وكل ذلك لله فالحي المطلق هو الله تبارك وتعالى القيوم هو القائم الدائم بلا زوال بذاته وبه قيام كل موجود في ايجاده وتدبيره وحفظه ومنه أفمن هو قائم
(٣٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 332 ... » »»