المصباح - الكفعمي - الصفحة ٣٢١
بمعنى غير أن في الرزاق المبالغة وهو خالق الأرزقة والمرتزقة والمتكفل بايصالها إلى كل نفس الفتاح الحاكم بين عباده وفتح الحاكم بين الخصمين إذا قضى بينهما ومنه ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق أي احكم وهو أيضا الذي يفتح أبواب الرزق والرحمة لعباده وهو الذي بعنايته ينفتح كل مغلق العليم هو العالم بالسرائر والخفيات وتفاصيل المعلومات قبل حدوثها وبعد وجودها والعليم مبالغة في العالم لان قولنا عالم يفيدان له معلوما كما أن قولنا سامع يفيدان له مسموعا وإذا وصفناه بأنه عليم أفاد بأنه متى صح معلوم فهو عالم به كما أن سميعا يفيد انه متى وجد مسموع فلابد ان يكون سامعا له قاله الطبرسي فالعلوم كلها من جهته لأنها لا تخلو من أن تكون ضرورية فهو الذي فعلها واستدلالية فهو الذي أقام الحجة عليها فلا علم لاحد الا منه سبحانه القابض الباسط هو الذي يوسع الرزق ويقدره بحسب الحكمة ويحسن القران بين هذين الاسمين ونظايرهما كالخافض والرافع والمعز والمذل والضار والنافع والمبدئ والمعيد والمحيي والمميت والمقدم والمؤخر والأول والاخر والباطن والظاهر لأنه أنبأ عن القدرة وأدل على الحكمة قال الله تعالى والله يقبض ويبسط فإذا ذكرت القابض مفردا عن الباسط كنت كأنك قد قصرت الصفة على المنع والحرمان وإذا وصلت أحدهما بالآخر فقد جمعت بين الصفتين فالأولى لمن وقف بحسن الأدب بين يدي الله تعالى ان لا يفرد كل اسم عن مقابله لما فيه من الاعراب عن وجه الحكمة الخافض الرافع هو الذي يخفض الكفار بالاشقاء ويرفع المؤمنين بالاسعاد وقوله تعالى خافضة رافعة يريد بذلك القيمة أين تخفض أقواما إلى النار وترفع أقواما إلى الجنة المعز المذل الذي يؤتى الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء أو الذي أعز بالطاعة أولياء وأذل
(٣٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 ... » »»