المصباح - الكفعمي - الصفحة ٣١٧
فهو حرف واحد يدل على الواحد الحق والهاء أول المخارج والواو اخرها هو الأول والاخر والظاهر والباطن ولما كان هذا الاسم المقدس الأقدس ارفع أسماء الله تعالى شانا وأعلاها مكانا خرجنا فيه بالاسهاب عن مناسبة الكتاب والله الموفق للصواب الرحمن الرحيم قال الشهيد ره وهما اسمان للمبالغة من رحم ورحمن كغضبان من غضب وعليم من علم والرحمة لغة رقة القلب وانعطاف يقتضى التفضل والاحسان منه الرحم لانعطافها على ما فيها وقال المرتضى ره ليست الرحمة عبارة عن رقة القلب والشفقة انما هي عبارة عن الفضل والانعام وضروب الاحسان فعلى هذا يكون اطلاق لفظ الرحمة عليه تعالى حقيقة وعلى الأول مجازا وقال صاحب العدة ان رقيق القلب من الخلق يقال له رحيم لكثرة وجود الرحمة منه بسبب الرقة وأقلها الدعاء للمرحوم والتوجع له وليست في حقه تعالى كذلك بل معناها ايجاد النعمة للمرحوم وكشف البلوى عنه والحد الشامل ان تقول هي التخلص من اقسام الآفات وارسال الخيرات إلى أرباب الحاجات قال والرحمن الرحيم مشتقتان من الرحمة وهي النعمة ومنه وما أرسلناك الا رحمة للعالمين ويقال للقران رحمة وللغيب رحمة أي نعمة وفى كتاب الرسالة الواضحة للكفعمي عفا الله عنه ان الرحمن الرحيم من أبنية المبالغة الا ان فعلان أبلغ من فعيل ثم هذه المبالغة قد توجد تارة باعتبار الكمية وأخرى باعتبار الكيفية فعلى الأول قيل يا رحمن الدنيا لأنه يعم المؤمن والكافر ورحيم الآخرة لأنه يخص الرحمة بالمؤمنين لقوله تعالى وكان بالمؤمنين رحيما وعلى الثاني قيل يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيم الدنيا لان النعم الأخروية كلها حسام واما النعم الدنيوية فجليلة وحقيرة وعن الصادق عليه السلام الرحمن اسم خاص بصفة عامة والرحيم اسم عام بصفة خاصة وقال المرتضى الرحمن
(٣١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 ... » »»