فرحة الغري - السيد ابن طاووس - الصفحة ٦
ثم يصف فجيعة المجتمع الاسلامي في الظل الأموي الثقيل: (والله لا يزالون حتى لا يدعوا لله محرما إلا استحلوه، ولا عقدا إلا حلوه)، وستعم المأساة المدن والبوادي:
(حتى لا يبقى بيت مدر ولا وبر إلا دخله ظلمهم. ويبدأ زمن البكاء:
(وحتى يقوم الباكيان يبكيان: باك يبكي لدينه، وباك يبكي لدنياه).
والامام وهو يستشرف المستقبل بهذا الوضوح ويصوره بهذه البلاغة المؤثرة، قد احتاط لجثمانه الطاهر ولا شك بوصية شخصية مؤكدة على دفنه ليلا وفي ظروف بالغة السرية حتى أنه لم يشهد المراسم إلا أقرب المقربين من أنصاره والسائرين على خطه.
ومنذ سنة 40 للهجرة ظل القبر وهو في الكوفة أو ضواحيها سرا لا يعرفه إلا أهل البيت (عليهم السلام)، وممن حملوا الأمانة واستمر الوضع حتى اشتعال الثورة التي حملت شعار الرضا من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وذلك سنة 132 حيث بدأ الحديث علنا عن مكان القبر في منطقة النجف الأشرف.
وقد أصبح مزارا لمدة محدودة جدا حيث عاد إلى الاختفاء مرة أخرى وأمحت معالمه بسبب انفجار الصراع بين العلويين والعباسيين وخشية الناس انتقام السلطة العباسية، وقد ساعد على ذلك أيضا وقوع القبر في واد منخفض فكان عرضة للسيول وهبوب الرياح.
وقد ظل القبر كربوة من ربى الوادي وأكماته في تلك الأرض الموحشة الخالية من أي اثر للزراعة والحضارة.
حتى إذا أطل عام 179 ه‍ شاء الله أن يظهر كرامة عبده الصالح على يد الخليفة العباسي هارون الرشيد وذلك في رحلة صيد وردت قصتها في كتب التأريخ.
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الأهداء 5
2 كلمة المركز 7
3 مقدمة تمهيدية 9
4 الغريان: 12
5 عمل صندوق على قبره 15
6 العمارة الأولى 16
7 العمارة الثانية 17
8 العمارة الثالثة 17
9 العمارة الرابعة 19
10 العمارة الخامسة 19
11 ترجمة المؤلف 21
12 اسمه ونسبه / مولده / أسرته 21
13 أقوال العلماء فيه 22
14 مشايخه 23
15 أما تلاميذه 24
16 مؤلفاته 24
17 وفاته 24
18 التعريف بالكتاب 25
19 نسخ الكتاب 25
20 منهج التحقيق 26
21 مقدمة المؤلف 35
22 المقدمة الأولى 37
23 المقدمة الثانية 43
24 الباب الأول: فيما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) 56
25 الباب الثاني: فيما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في ذلك 58
26 الباب الثالث: فيما ورد في ذلك عن الحسن والحسين (عليهما السلام) 65
27 الباب الرابع: فيما ورد عن زين العابدين (عليه السلام) 70
28 الباب الخامس: فيما ورد عن محمد بن علي الباقر (عليهما السلام) 77
29 الباب السادس: فيما ورد عن مولانا جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) 84
30 الباب السابع: فيما ورد عن مولانا موسى بن جعفر (عليه السلام) 128
31 الباب الثامن: فيما ورد عن مولانا الامام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) 130
32 الباب التاسع: فيما ورد عن مولانا محمد بن علي الجواد (عليه السلام) 134
33 الباب العاشر: فيما ورد عن مولانا الامام علي بن محمد (عليه السلام) 135
34 الباب الحادي عشر: فيما ورد عن مولانا الامام الحسن العسكري (عليه السلام) 137
35 الباب الثاني عشر: فيما ورد عن زيد بن علي بن الحسين في ذلك 138
36 الباب الثالث عشر: فيما روي عن المنصور والرشيد 141
37 الباب الرابع عشر: فيما ورد عن جماعة من أعيان العلماء والفضلاء 146
38 الباب الخامس عشر: في بعض ما ظهر عند الضريح المقدس 159
39 القصة الأولى: قصة أبي البقاء قيم مشهد أمير المؤمنين (عليه السلام) 170
40 القصة الثانية: قصة البدوي مع شحنة الكوفة 172
41 القصة الثالثة: قصة سيف سرق من الحضرة الشريفة وظهر فيما بعد 174
42 القصة الرابعة: قصة لطيفة 176
43 القسمة الخامسة: قصة أخرى 177
44 القصة السادسة: قصة أخرى 178
45 القصة السابعة: قصة أخرى 179