ثم قال: يا بن أبي نصر أينما كنت فاحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين فإن الله يغفر لكل مؤمن ومؤمنة ومسلم ومسلمة ذنوب ستين سنة ويعتق من النار ضعف ما أعتق في شهر رمضان وليلة القدر وليلة الفطر، والدرهم فيه بألف درهم لا خوانك العارفين، وأفضل على إخوانك في هذا اليوم، وسر فيه كل مؤمن ومؤمنة، ثم قال: يا أهل الكوفة لقد أعطيتم خيرا كثيرا، وأنتم ممن أمتحن الله قلبه بالايمان مستذلون مقهورون ممتحنون، ليصب الله (البلا عليهم) (1) صبا ثم يكشفه كاشف الكروب العظيم، والله لو عرف الناس فضل هذا اليوم بحقيقته لصافحتهم الملائكة في كل يوم عشر مرات، ولولا أني أكره التطويل لذكرت من فضل هذا اليوم، وما أعطاه الله من عرفه ما لا يحصى بعدد.
قال (علي بن الحسن بن فضال) (2): قال لي محمد بن عبد الله: لقد ترددت إلى أحمد بن محمد انا وأبوك والحسن بن جهم أكثر من خمسين مرة وسمعنا منه الحديث.
قال المصنف (أدام الله أيامه (وبلغه مرامه) (3) وإنما ذكر أهل الكوفة تأكيدا للحجة عليهم وترغيبا لهم في الزيارة، ولو لم يكن ظاهرا مشهورا لما أمرهم (عليه السلام) بالزيارة ولم يظهر ولم يعرف إلا في هذا الموضع وكلهم أحال (عليه السلام) على ما دل عليه من تقدمه من الأئمة.