فتح الأبواب - السيد ابن طاووس - الصفحة ١٧١
تقدم من ذنبك وما تأخر (1)؟ فيقول (صلى الله عليه وآله وسلم): أفلا أكون عبدا شكورا.
الحمد لله على ما أولى وأبلى، وله الحمد في الآخرة والأولى، والله لو تقطعت أعضائي، وسالت مقلتاي على صدري، لن أقوم لله عز وجل بشكر عشر العشير من نعمة واحدة من جميع نعمه التي لا يحصيها العادون، ولا يبلغ حد نعمة منها علي (2) جميع حمد الحامدين، لا والله أو يراني الله لا يشغلني شئ عن شكره وذكره في ليل ولا نهار، ولا سر ولا علانية. ولولا أن لأهلي علي حقا، ولسائر الناس من خاصهم وعامهم علي حقوقا لا يسعني إلا القيام بها حسب الوسع والطاقة حتى أؤديها إليهم، لرميت بطرفي إلى السماء، وبقلبي إلى الله، ثم لم أردهما، حتى يقضي الله على نفسي وهو خير الحاكمين ".
وبكى (عليه السلام)، وبكى عبد الملك وقال: شتان بين عبد طلب الآخرة وسعى لها سعيها، وبين من (3) طلب الدنيا من أين أجابته (4)، ماله في الآخرة من خلاق، ثم أقبل يسأله عن حاجاته، وعما قصد له، فشفعه فيمن شفع، ووصله بمال (5).
يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد بن الطاووس من أيده الله تعالى: أما ترى حديث مولانا أمير المؤمنين وحديث مولانا زين العابدين

(١) قال الله عز وجل: (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما). " الفتح ٤٨: ٢ ".
(٢) ليس في " د " و " ش ".
(٣) في " م ": عبد.
(٤) في البحار: جاءته.
(٥) نقله المجلسي في بحار الأنوار ٤٦: ٥٦ / ١٠، وأورده الشيخ النوري في مستدرك الوسائل ١:
١٤
إلى قوله: وبكى عبد الملك.
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 165 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»