ندوتهم. قال الله عز وجل: * (ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين) * (36)، و * (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون) * (37).
يا بن عباس، هديهم (38) رسول الله صلى الله عليه وآله في حياته بوحي من الله يأمرهم بموالاتي فحمل القوم ما حملهم مما حقد على أبينا آدم من حسد اللعين له، فخرج من روح الله ورضوانه وألزم اللعنة لحسده لولي الله، وما ذاك بضاري إنشاء الله شيئا.
يا بن عباس، أراد كل امرئ أن يكون رأسا مطاعا تميل إليه الدنيا وإلى أقاربه، فحمله هواه ولذة دنياه واتباع الناس إليه أن يغصب (39) ما جعل لي.
ولولا إتقائي على الثقل الأصغر أن يبيد (40) فينقطع شجرة العلم وزهرة الدنيا وحبل الله المتين وحصنه الأمين، ولد رسول الله رب العالمين، لكان طلب الموت والخروج إلى الله عز وجل ألذ عندي من شربة ظمآن ونوم وسنان، ولكني صبرت وفي الصدر (41) بلابل وفي النفس وساوس.
* (فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون) * (42)، ولقديما ظلم الأنبياء وقتل الأولياء، قديما في الأمم الماضية والقرون الخالية، فتربصوا حتى يأتي الله بأمره. والله أحلف يا بن عباس، إنه كما فتح بنا يختم بنا وما أقول لك إلا حقا.
يا بن عباس، إن الظلم يتسق لهذه الأمة ويطول الظلم ويظهر الفسق