قال فسقطت فاطمة على وجهها وهي تقول: " الويل ثم الويل لمن دخل النار ".
قال: فسمع ذلك سلمان فقال: يا ليتني كنت كبشا لأهلي فأكلوا لحمي ومزقوا جلدي ولم أسمع بذكر النار.
وقال عمار: يا ليتني كنت طائرا في القفار ولم يكن علي حساب ولا عذاب.
ثم خرج علي عليه السلام وهو يقول: " يا ليتني لم تلدني أمي، ويا ليت السباع مزقت لحمي ولم اسمع بذكر النار " ثم وضع يده على رأسه (وجعل يبكي و) (1) يقول: " وابعد سفراه، واقلة زاداه، في سفر القيامة يذهبون، وبين الجنة والنار يترددون، وبكلاليب النار (يتخطفون) (2)، مرضى لا يعاد سقيمهم، وجرحى لا يداوى جريحهم، ولا يفك أسيرهم، ولا يعاد مريضهم، ولا يجار (قتيلهم) (3) من النار يأكلون، ومن النار يشربون، وبين أطباق النيران يتقلبون ".
فلقيه بلال فقال: يا أمير المؤمنين مالي أراك باكيا؟.
قال: " الويل لي ولك يا بلال إن كان مصيرنا إلى النار، ولباسنا بعد القطن والكتان نلبس من مقطعات النيران. الويل لي ولك يا بلال إن كان معانقنا بعد الأزواج نقرن مع الشياطين في النار " ثم تفرقا (4) أقول: ولقد رأيت في أحاديث النبي صلوات الله عليه وآله ما سيأتي الإشارة إليه، وأن أهل النار إذا دخلوها وعجزوا عن أنكالها وأهوالها، ورأوها كما