مثير الأحزان - ابن نما الحلي - الصفحة ٢٨
عمرو بن سعيد بن العاص عليهم يحيى بن سعيد ليردوه فأبى عليهم وتدافع الفريقان وتضاربوا بالسياط ثم امتنع عليهم الحسين وأصحابه امتناعا شديدا ومضى الحسين على وجهه فبادروه وقالوا يا حسين الا تتقى الله تخرج من الجماعة وتفرق بين هذه الأمة فقال لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما اعمل وانا برئ مما تعملون ورويت ان الطرماح بن حكم قال لقيت حسينا وقد امترت لأهلي ميرة فقلت أذكرك في نفسك لا يغرنك أهل أهل الكوفة فوالله لئن دخلتها لتقتلن وانى لأخاف ان لا تصل إليها فإن كنت مجمعا على الحرب فأنزل اجاء فإنه جميل منيع والله ما نالنا فيه ذل قط وعشيرتي يرون جميعا نصرك فهم يمنعونك ما أقمت فيهم فقال إن بيني وبين القوم موعدا أكره ان أخلفهم فإن يدفع الله عنا فقديما ما أنعم علينا وكفى وان يكن ما لا بد منه ففوز وشهادة إن شاء الله ثم حملت الميرة إلى أهلي وأوصيهم بأمورهم وخرجت أريد الحسين فلقيني سماعة بن زيد النبهاني فأخبرني بقتله فرجعت وذكر الطبري وغيره ان عبيد الله بن سليم والمدرى قالا اقبلنا حتى اتينا إلى الصفاح فلقينا الفرزدق الشاعر بن غالب وهو حاج في سنة ستين قال بينما انا أسوق العير إذ دخلت الحرم لقيت الحسين خارجا من الحرم ومعه أسيافه وتراسه فسلمت عليه وقلت أعطاك الله سؤلك واملك فيما تحب يا بن رسول الله ما أعجلك عن الحج فقال لو لم يعجل لاخذت ثم قال لي من أنت فقلت رجل من العرب فما فتشني أكثر من ذلك ثم قال اخبرني عن الناس خلفك فقلت الخبير سالت قلوب الناس
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»
الفهرست