مثير الأحزان - ابن نما الحلي - الصفحة ٧٤
بالعدل ولكن سلني عن أبيك وعن يزيد وأبيه فقال له والله لا سألتك عن شئ حتى تذوق الموت عطشا فقال الحمد لله رب العالمين أما انى كنت اسال الله ربى ان يرزقني الشهادة قبل ان تدرك لتك وسيلته ان يجعلها على يدي ألعن خلقه وابغضهم إليه فلما كف بصرى يئست من الشهادة والآن فالحمد لله الذي رزقنيها بعد الياس فأمر ابن زياد فضرب عنقه وصلب في السبخة ثم دعا بجندب بن عبد الله الأزدي وكان شيخا فقال يا عدو الله الست صاحب أبي تراب قال بلى لا اعتذر منه قال ما أراني الا متقربا إلى الله بدمك قال اذن لا يقربك الله منه بل يباعدك قال شيخ قد ذهب عقله وخلي سبيله وبعث عبيد الله بن زياد إلى المدينة عبيد الله بن الحرث السلمي وكان واليها إذ ذاك عمرو بن سعيد بن العاص وقال له لا يسبقنك الخبر إليه قال فلقيني رجل قال ما الخبر قلت الخبر عند الأمير تسمعه فقال انا لله قتل الحسين فدخلت على عمرو وقال ما وراءك فأخبرته فاستبشر وأمر ان ينادي بقتله ثم تمثل ببيت عمرو بن معدي كرب الزبيدي عجت نساء بني زياد عجة * كعجيج نسوتنا غداة الأرنب ويحسن ان أورد شعري هذا في معناه مسفها له في بشراه يستبشرون بقتله وبسبه * وهم على دين النبي محمد والله ما هم مسلمون وإنما * قالوا بأقوال الكفور الملحد قد أسلموا خوف الردى وقلوبهم * طويت على غل وحقد مكمد وروى أن يزيد بن معاوية بعث بمقتل الحسين إلى المدينة محرز بن
(٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 ... » »»
الفهرست