مظلوما ثم انتحب وبكى وأبكى من حوله وارتفعت أصواتهم بالضجيج ثم قام وهو ويقول اللهم إني أشكو إليك ما يلقى أهل بيتي بعدي ورويت ان الحسين دخل (على) أخيه الحسن سلام الله عليهما فلما نظر إليه بكى فقال ما يبكيك يا أبا عبد الله فقال أبكي لما يصنع بك فقال له الحسن ان الذي يؤتي إلى سم فاقتل به ولكن لا يوم كيومك يزدلف إليك ثلاثون الف رجل يدعون انهم من أمة جدنا فيجتمعون على قتلك وسفك دمك وانتهاك حرمك وسبى ذراريك ونسائك وانتهاك ثقلك فعندها تحل ببني أمية اللعنة وتمطر السماء دما ويبكي عليك كل شئ حتى الوحوش في الفلوات والحيتان في البحار وكان الناس يتذاكرون مقتل الحسين (ع) ويستعظمونه ويرتقبونه فلما مات معاوية بن أبي سفيان (لع) في النصف من رجب سنة ستين من الهجرة واستخلف ولده يزيد (لع) فبايع الناس على بيعة عامله بالمدينة وهو الوليد بن عتبة بن أبي سفيان واتاه بموته مولى معاوية يقال له ابن أبي زريق وكتب يزيد إلى الوليد يأمره بأخذ البيعة على أهلها وخاصة على الحسين ويقول إن امتنع عليك فاضرب عنقه وابعث برأسه إلي فأحضره لمروان بن الحكم واخذ رأيه فأشار باحضار الحسين وعبد الله ابن الزبير وعبد الله بن مطيع وعبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن أبي بكر واخذ بيعتهم فان أجابوا وإلا فاضرب أعناقهم فقال الوليد ليتني لم أك شيئا مذكورا لقد امرتني بأمر عظيم وما كنت لافعل ثم بعث الوليد إليهم فلما حضر رسوله قال الحسين للجماعة أظن أن طاغيتهم هلك رأيت البارحة
(١٣)