أودعه وأنا أريد الانصراف من مكة، فقال: يا منهال، ما فعل حرملة بن كاهل؟ وكان معي بشر بن غالب الأسدي (1)، فقلت: هو حي (2) بالكوفة، فرفع يديه (3)، وقال: اللهم أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حر النار (4).
قال المنهال: وقدمت إلى الكوفة (5) والمختار بها فركبت إليه، فلقيته خارجا (6) من داره، فقال: يا منهال، ألم تشركنا في ولايتنا هذه؟
فعرفته أني كنت بمكة، فمشى حتى أتى الكناس، ووقف كأنه ينتظر شيئا، فلم يلبث أن جاء قوم، فقالوا: أبشر أيها الأمير فقد اخذ حرملة، فجئ به، فقال: لعنك الله، الحمد لله الذي أمكنني منك، الجزار، الجزار، فأتي بجزار، فأمره بقطع يديه ورجليه، ثم قال:
النار النار، فأتي بنار وقصب فاحرق.
فقلت: سبحان الله! سبحان الله!
فقال: أن التسبيح لحسن، لم سبحت؟