إقامة الحدود، واستئصال الجحود، وشعب الصدع، ولم الشعث، وسد الخلل، وتثقيف الأود (1)، و إمضاء الأحكام، وتهذيب الاسلام، وقمع الآثام، وأرهجوا عليكم نقع (2) الحروب والفتن، وأنحوا عليكم سيوف الأحقاد (3)، هتكوا منكم الستور، و ابتاعوا بخمسكم الخمور، وصرفوا صدقات المساكين إلى المضحكين والساخرين.
وذلك بما طرقت لهم الفسقة الغواة، والحسدة البغاة، أهل النكث والغدر، والخلاف والمكر، والقلوب المنتنة من قذر الشرك، والأجساد المشحنة (4) من درن الكفر، أضبوا على النفاق، وأكبوا على علائق الشقاق (5).
فلما مضى المصطفى صلى الله عليه وآله، اختطفوا الغرة (6)، وانتهزوا الفرصة، و انتهكوا الحرمة، وغادروه على فراش الوفاة، وأسرعوا لنقض البيعة، ومخالفة المواثيق المؤكدة، وخيانة الأمانة المعروضة على الجبال الراسية، وأبت أن تحملها وحملها الانسان