- إن أوقاتك أجزاء عمرك فلا تنفد لك وقتا في غير ما ينجيك (1).
- إن الله سبحانه أمر عباده تخييرا، و نهاهم تحذيرا، وكلف يسيرا، ولم يكلف عسيرا، وأعطى على القليل كثيرا، ولم يعص مغلوبا ولم يطع مكرها، ولم يرسل الأنبياء لعبا، ولم ينزل الكتب عبثا، وما خلق السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار.
- إن العهود علائق (2) في الأعناق إلى يوم القيامة فمن وصلها وصله الله ومن نقضها خذل ومن استخف بها خاصمته إلى الذي آكدها وأخذ خلقه بحفظها.
- إن أكيس (3) الناس من اقتنى اليأس و لزم [القنوع] الورع وبرئ من الحرص و الطمع فإن الطمع والحرص الفقر الحاضر وإن اليأس والقناعة الغنى الظاهر.
- إن ها هنا لعلما جما - وأشار (عليه السلام) بيده إلى صدره - لو أصبت له حملة بلى أصيب لقنا غير مأمون عليه مستعملا آلة الدين للدنيا أو مستظهرا بنعم الله على عباده وبحججه على أوليائه أو منقادا لجملة (1) الحق لا بصيرة له في أحنائه ينقدح الشك في قلبه لأول عارض من شبهة.
- إن الأمور إلى الله تعالى ليست إلى العباد ولو كانت إلى العباد ما كانوا ليختاروا علينا أحدا (2) ولكن الله يختص برحمته من يشاء فاحمدوا الله على ما اختصكم به من بادئ النعم على طيب الولادة.
- إن الدنيا دار صدق لمن صدقها ودار عافية لمن فهم عنها ودار غنى لمن تزود منها ودار موعظة لمن اتعظ بها، مسجد أحباء الله اكتسبوا فيها الرحمة، ومصلى ملائكة الله ومهبط وحي الله ومتجر أولياء الله ربحوا فيها الجنة، فمن ذا يذمها وقد آذنت ببنيها ونادت بفراقها ونعت