ابن سنان العبسي. (1) ثم قال: إن خالدا دعا قومه، فأبوا أن يجيبوه، وكانت نار (2) تخرج عليهم كل يوم، فتأكل ما يليها من مواشيهم، وما أدركت (3) لهم من غلاتهم، فقال لقومه: يا قوم (4) إن رددتها عنكم، تؤمنون بي، وتجيبونني، وتصدقونني؟
قالوا: نعم.
فاستقبلها عند خروجها بيده (5) حتى أدخلها غارا - وهم ينظرون - فدخل معها ثم مكث حتى طال مكثه وأبطأ (6) عليهم، فقالوا: إنا لنراها قد أكلته.
فخرج من الغار، وقال: أتجيبونني وتؤمنون بي؟
قالوا: نار خرجت، ثم دخلت لوقت. فأبوا أن يجيبوه.
فقال لهم: إني ميت يوم كذا، فإذا أنا مت، فادفنوني، ثم دعوني ثلاثة أيام ثم انبشوا عني، ثم سلوني، أخبركم بما كان، وما يكون إلى يوم القيامة.
فلما جاء ذلك الوقت توفي، فقال بعضهم: لم نصدقه حيا، أنصدقه ميتا!