ويطأ بسطهم، وهم لا يعرفونه حتى يأذن الله أن يعرفهم نفسه. (1) وإن الخضر عليه السلام يراه كثير من الناس في الطواف بمكة حول الكعبة، أو في البراري يرشد ضالا، أو في البحار عند غرق السفن، فيحفظها والناس لا يعرفونه في الحال، فإذا خرج وغاب علموا بامارات أنه كان (2) الخضر. (3) وكذلك صاحب الامر عليه السلام، قد رآه الكثير من الناس في زمان بعد زمان، وفي بقاع مختلفة عند وقوع هلاك على جماعة من المسلمين، فرأوه على صفاته وهيئته وهم لا يعرفونه، فإذا دفع القوم الذين استولوا على هؤلاء المؤمنين وأرادوا هلاكهم إما بالقتل، أو بالتشريد والهزيمة، أو على وجه من الوجوه، لهؤلاء الظلمة، وذلك أكثر من أن ينطوي عليه كتاب كبير، مروي عن المعتمدين، علموا أنه لم يكن إلا مهدي آل محمد - عليه وعليهم السلام - وأن صفاته وهيئته معلومة، فيقطع (4) بها على أنه هو، وهذا نوع من المعجزات الباهرة وله من الأنبياء المتقدمين نظائر على ما أشرنا إليه.
(٩٣٥)