ودخلت عليه، فإذا أنا به جالس قد اتشح ببردة، وتأزر (1) بأخرى، وقد كسر بردته على عاتقه، وإذا هو كغصن بان (2) ليس بالطويل الشامخ، ولا بالقصير اللازق، بل مربوع مدور الهامة، صلت الجبين (3) أزج الحاجبين (4) أقنى الانف (5) سهل الخدين (6) على خده الأيمن خال، كأنه فتات مسك على رضراضة (7) عنبر.
فلما أن رأيته بدرته بالسلام، فرد علي أحسن ما سلمت عليه. وسألني عن المؤمنين (8).
قلت: قد البسوا جلباب الذلة وهم بين القوم أذلاء.
قال: لتملكونهم كما ملكوكم، وهم يومئذ أذلاء. قلت: لقد بعد الموطن (9).
قال: إن أبي عهد إلي ألا أجاور قوما غضب الله عليهم، وأمرني ألا أسكن من الجبال إلا وعرها، ولا من البلاد إلا قفرها (10) والله مولاكم أظهر (11) التقية، فأنا في