الخرائج والجرائح - قطب الدين الراوندي - ج ٢ - الصفحة ٦٥٩
ممسكة عنكم إلى أن تدخلوا منازلكم.
فما زالت السحابة ممسكة إلى أن قربوا من منازلهم، ثم جاءت بوابل المطر فملأت الأودية، وجعل الناس يقولون: هنيئا لولد رسول الله صلى الله عليه وآله كرامات الله لهم.
وقد قال لهم الرضا عليه السلام حين قد برز لهم وهم حضور: اتقوا الله أيها الناس في نعم الله عليكم، فلا تنفروها عنكم بمعاصيه، بل استديموها بطاعته وشكره على نعمه وأياديه، واعلموا أنكم لم تشكروا الله بشئ - بعد الايمان بالله ورسوله، وبعد الاعتراف بحقوق أولياء الله من آل محمد - أحب إليكم في الله من معاونتكم لاخوانكم المؤمنين على دنياهم التي هي معبر لهم إلى جنان ربهم، فان من فعل ذلك كان من خاصة الله.
ثم إن المأمون سمع بذلك، وقال له [بعض] خواصه: جئت بهذا الساحر قد ملا الدنيا مخرقة بهذا المطر. فقعد من الغد للناس، فقال حاجبه: يا ابن موسى لقد عدوت طورك أن بعث الله بمطر مقدور في وقته، فان كنت صادقا فأحي [لنا] هذين.
وأشار إلى أسدين مصورين على مسند المأمون.
فصاح الرضا عليه السلام بالصورتين: دونكما الفاجر، فافترساه، ولا تبقيا له عينا ولا أثرا.
فوثبت الصورتان، وقد عادتا أسدين، فتناولا الحاجب ورضضاه وهشماه وأكلاه والقوم ينظرون متحيرين. فلما فرغا، أقبلا على الرضا عليه السلام فقالا: يا ولي الله في أرضه ماذا تأمرنا أن نفعل به؟ يشيران إلى المأمون، فغشي على المأمون مما سمع.
فقال الرضا عليه السلام: قفا. فوقفا، ثم قال الرضا عليه السلام: صبوا عليه ماء ورد. ففعل به، فأفاق وعاد الأسدان يقولان: أتأذن لنا أن نلحقه بصاحبه؟ فقال: لا، فان لله أمرا (1) هو ممضيه.
وقال: عودا إلى مقركما كما كنتما. فعادا إلى المسند، وصارا صورتين كما كانتا.
فقال المأمون: الحمد لله الذي كفاني شر حميد بن مهران - يعني الرجل المفترس - (2)

١) " تدبيرا " ه‍.
٢) رواه الشيخ الصدوق في عيون الأخبار: ٢ / ١٦٧ ح ١ باسناده عن المفسر الاسترآبادي عنه الوسائل: ٥ / ١٦٤ ح ٢، والبحار: ٥ / ١٥٥ ح ٧، و ج ٤٩ / ١٨٠ ح ١٦، و ج ٩١ / ٣١١ ح ٢، ومدينة المعاجز: ٤٩٤ ح ١٠٧.
ورواه الطبري في دلائل الإمامة: ١٩٥ باسناده إلى الشيخ الصدوق.
ورواه الحمويني في فرائد السمطين: ٢ / ٢١٢ ح ٤٩٠ باسناده إلى الحاكم أبي عبد الله محمد ابن عبد الله البيع الحاكم قال: رأيت في كتب أهل البيت عليهم السلام...
وأورده ابن شهرآشوب في المناقب: ٣ / ٤٧٨ عن علي بن محمد بن سيار.
وفي ثاقب المناقب: ٤٠٩ عن محمد بن علي النقي عليهما السلام.
وفي الصراط المستقيم: ٢ / 197 ح 17 مرسلا باختصار.
(٦٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 654 655 656 657 658 659 660 661 662 663 664 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الرابع عشر في أعلام النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام 489
2 فصل في أعلام رسول الله صلى الله عليه وآله 490
3 فصل في ذكر أعلام فاطمة البتول عليها السلام 524
4 فصل في أعلام أمير المؤمنين عليه السلام 541
5 فصل في أعلام الامام الحسن بن أمير المؤمنين عليه السلام 571
6 فصل في أعلام الامام الحسين بن علي عليه السلام 577
7 فصل في أعلام الامام علي بن الحسين عليه السلام 583
8 فصل في أعلام الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام 589
9 فصل في أعلام الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام 606
10 فصل في أعلام الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام 649
11 فصل في أعلام الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام 658
12 فصل في أعلام الامام محمد بن علي التقي عليه السلام 664
13 فصل في أعلام الامام علي بن محمد النقي عليه السلام 672
14 فصل في أعلام الامام الحسن بن علي العسكري عليه السلام 682
15 فصل في أعلام الامام الحجة بن الحسن المهدي (عج) 692
16 الباب الخامس عشر في الدلالات والبراهين على صحة إمامة الاثني عشر إماما عليهم السلام 706
17 فصل 791
18 الباب السادس عشر في نوادر المعجزات وفيه سبعة وعشرون فصلا: 792
19 الباب السابع عشر في الموازاة بين معجزات نبينا صلى الله عليه وآله ومعجزات أوصيائه عليهم السلام، ومعجزات الأنبياء عليهم السلام 875
20 باب في الكلام على الخرمية القائلين بتواتر الرسل بعد نبينا 877
21 فصل في إبطال قولهم 877
22 و فيه ثلاثة فصول: 879
23 باب في معجزات محمد صلى الله عليه وآله وأوصيائه عليهم السلام من جهة الأخلاق وفيه اثنا عشر فصلا: 883
24 باب في موازاة النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام للأنبياء عليهم السلام في المعجزات وغيرها 904
25 وفيه خمسة فصول 907
26 باب في أن معجزات النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام ليست ببدع فقد كان للأنبياء والأوصياء عليهم السلام معجزات وفيه أربعة وعشرون فصلا: 922