وخرج في اليوم الثاني، فهطلت السماء بالمطر. فشك أكثر الناس، وتعجبوا وصبوا (1) إلى النصرانية، فبعث الخليفة (2) إلى الحسن - وكان محبوسا - فاستخرجه من حبسه وقال: الحق أمة جدك فقد هلكت.
فقال له: إني خارج في الغد، ومزيل الشك إن شاء الله.
فخرج الجاثليق في اليوم الثالث، والرهبان معه، وخرج الحسن عليه السلام في نفر من أصحابه فلما بصر بالراهب - وقد مد يده - أمر بعض مماليكه أن يقبض على يده اليمنى، ويأخذ ما بين إصبعيه، ففعل وأخذ من بين سبابته والوسطى (3) عظما أسود، فأخذ الحسن عليه السلام بيده ثم قال له: استسق الآن. فاستسقى، وكانت السماء متغيمة فتقشعت (4) وطلعت الشمس بيضاء، فقال الخليفة: ما هذا العظم يا أبا محمد؟
فقال عليه السلام: هذا رجل (5) مر بقبر نبي من أنبياء الله، فوقع في يده هذا العظم، وما كشف عن عظم نبي إلا هطلت السماء بالمطر. (6)