إلى الشك ما وصلت إليه.
فعدت من الغد باكرا، فارتفعت عن الباب الأول، وصرت قبل الخيل (1) وما ورائي أحد أعلمه، وأنا أتوقع أن أجد (2) السبيل إلى الارشاد إليه، فلم أجد أحدا (3) حتى اشتد الحر والجوع جدا، حتى جعلت أشرب الماء أطفئ به حر ما أجد من الجوع والخواء (4).
فبينا أنا كذلك إذ أقبل نحوي غلام قد حمل خوانا عليه طعام وألوان (5)، وغلام آخر معه طشت وإبريق، حتى وضع بين يدي، وقالا: أمرك أن تأكل. فأكلت.
فما فرغت حتى (6) أقبل، فقمت إليه، فأمرني بالجلوس وبالأكل، فأكلت، فنظر إلى الغلام، فقال: كل معه ينشط (7)! حتى إذا فرغت ورفع الخوان (8)، وذهب الغلام ليرفع ما وقع من الخوان، من فتات الطعام، فقال: مه مه (9) ما كان في الصحراء فدعه، ولو فخذ شاة، وما كان في البيت فالقطه (10).
ثم قال: سل. قلت: جعلني الله فداك ما تقول في السمك؟