(فصل في ذكر هيئة العالم) اعلم أن الأرض على هيئة الكرة والهواء يحيط بها من كل جهة والأفلاك تحيط بالجميع إحاطة استدارة وهي طبقات بعضها يحيط ببعض فمنها سبعة تختص بالنيرين والكواكب الخمسة تسمى المتحيرة والسيارة فالنيران هما الشمس والقمر والخمسة هي زحل والمشتري والمريخ والزهرة وعطارد ولكل واحد منهما فلك يختص به من هذه السبعة ففلك زحل أعلاها وفلك القمر أقر بها من الأرض وأدناها وفلك الشمس في وسطها وتحت فلك زحل فيما بينه وبين فلك الشمس فلكان فلك المشترى ثم فلك المريخ وفوق القمر فيما بينه وبين الشمس فلكان فلك عطارد ثم فلك الزهرة ويحيط بهذه الأفلاك السبعة فلك الكواكب الثابتة وهي جميع ما يرى في السماء غير ما ذكرنا ثم الفلك المحيط الأعظم المحرك جميع هذه الأفلاك ثم السماوات السبع يحيط بالافلاك وهي مساكن الاملاك ومن رفعه الله تعالى إلى سمائه من أنبيائه وحججه عليهم السلام وللجميع نهاية والكل على شكل الكرة ومركزها الأرض ومركز الأرض نقطة في وسطها جميع اجزاء الأرض معتمدة عليها وهي مركز العالم كلها في الحقيقة ومن نهاية الأجسام الذي هو محيط الكرة إلى مركز الأرض متساو من كل جهة وقد قيل إن العامر من الأرض هو ربع الكرة والناس مستقرون على هذا الربع من كل جهة وإن كان بعضهم منخفضا عن بعض بالإضافة فكل منهم الأرض تحته و السماء فوقه وهو يرى أن ارضه التي هو عليها هي المستقيمة في الاعتدال دون غيرها وكل ما فارق السماء من أي جهة كان منها وذهب إلى الأرض فهو نازل إليها وكل ما فارق الأرض من اي جهة كان وذهب إلى السماء فهو صاعد إليها ولذلك لا تتحرك الأرض إلى إحدى الجهات لأنها كيف ما تحركت تكون صاعدة إلى السماء والأرض كالخردلة أو أصغر بالإضافة إلى عظم سعة الفلك والأفلاك لها حركات مختلفة لكن محركها مع ذلك الفلك المحيط بها حركة واحدة يدور بها حول المركز في اليوم والليلة دورة واحدة والانسان في أي موضع كان من الأرض يرى نصف الفلك وقيل إنه يرى أكثر من النصف وهذا يبين انه لا تأثير لقدر الأرض وإذا طلعت الشمس بضيائها على جهة من الأرض كان ذلك نهارا لتلك الجهة وإذا غربت من جهة من الأرض كان الليل في تلك الجهة وهو
(٢٣٦)