إيمان أبي طالب - الشيخ المفيد - الصفحة ٣٩
فلا تجعلوا لله ندا وأسلموا فإن طريق الحق ليس بمظلم (1) وفي هذا الشعر من التوحيد والاسلام ما لا يمكن دفعه مسلما.
ومن ذلك قوله رضي الله تعالى عنه لجعفر ابنه وقد أمر بالصلاة مع النبي صلى الله عليه وآله: صل، يا بني، جناح ابن عمك. فعل، فلما رأى إجابته له أنشأ يقول:
إن عليا وجعفرا ثقتي عند ملم الخطوب والكرب والله لا أخذل النبي ولا يخذله من بني ذو حسب لا تخذلا وانصرا ابن عمكما أخي لأمي من دونهم وأبي (2) فهذا القول في خاتمة أمره وفاقا لما سلف منه في مضي (3) زمانه وحياته، وهو محض التصديق حقيقة الإيمان، وصريح الاسلام، وإيمانه بالله تعالى.

(١) متشابه القرآن ٢: ٦٥، مناقب ابن شهرآشوب ١: ٦٢. مستدرك الحاكم ٢: ٦٢٣.
(٢) ديوان أبي طالب: ٣٦، الأوائل لأبي هلال العسكري: ٧٥، كنز الفوائد ١: ٢٧١، الحجة على الذاهب: ٢٤٩ و ٢٥٠، شرح نهج البلاغة ١٤: ٧٦. روضة الواعظين: ٨٦.
(3) في " ط ": وقتي.
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»