ليكون ما يحصل به الرسم في هذا المختصر تذكارا، ولما أخبرت عنه بيانا، وفي الغرض الملتمس منه كافيا، وبالله أستعين.
فمن الدليل على إيمان أبي طالب رضي الله عنه ما اشتهر عنه من الولاية لرسول الله صلى الله عليه وآله والمحبة والنصرة، وذلك ظاهر معروف لا يدفعه إلا جاهل، ولا يجحده إلا بهات معاند، وفي معناه يقول رضي الله تعالى عنه في اللامية السائرة المعروفة:
لعمري لقد كلفت وجدا بأحمد وأحببته حب الحبيب المواصل (1) وجدت بنفسي دونه وحميته ودارأت عنه بالذرى والكلاكل (2) فما زال في الدنيا جمالا لأهلها وشينا لمن عادى وزين المحافل (3) حليما رشيدا حازما غير طائش يوالي إله الخلق ليس بما حل (4)